للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. ويُعدّ نفى الصفات، هو الأصل الأول من أصولهم الخمسة، وهو التوحيد الذى يعد من أهم أصولهم، فمن ثم نسب إليهم وسموا أنفسهم بـ "أهل التوحيد" وعنوا بالتوحيد ما اعتقدوه من نفى الصفات الإلهية لاعتقادهم أن إثباتها يستلزم التشبيه، ومن شبه الله بخلقه أشرك (١) . ويبنى المعتزلة على هذا الأصل عدة أمور منها:

أ- تعطيل الصفات ... ب- القول بخلق القرآن ... ج- إنكار الرؤية

... فرأس النفاة المعتزلة والجهمية ...، ورأس المثبتة مقاتل بن سليمان (٢) ، ومن تبعه من الرافضة والكرامية. فإنهم بالغوا فى ذلك حتى شبهوا الله تعالى بخلقه. تعالى عما يقولون علواً كبيراً (٣) .

[حكم المعتزلة على من خالفهم فى أصلهم التوحيد:]

المعتزلة يكفرون من خالفهم فى هذا الأصل اعنى "التوحيد".

قال القاضى عبد الجبار: "أما من خالف فى التوحيد، ونفى عن الله ما يجب إثباته، وأثبت ما يجب نفيه عنه، فإنه يكون كافراً" (٤) .


(١) فتح البارى ١٣/٣٥٧.
(٢) هو: مقاتل بن سليمان بن كثير الأزدى الخرسانى أبو الحسن البلخى المفسر كذبوه وهجروه، ورمى بالتجسيم. مع أنه كان من أدعية العلم بحراً فى التفسير. من مؤلفاته "التفسير الكبير" و"متشابه القرآن" و "الناسخ والمنسوخ" وغير ذلك مات سنة ١٥٠هـ له ترجمة فى: ميزان الاعتدال ٤/١٧٣ رقم ٨٧٤١،ووفيات الأعيان٥/٢٥٥-٢٥٧ رقم٧٣٣،والمجروحين لابن حبان ٣/١٤ - ١٦، وطبقات المفسرين للداودى ٢/٣٣٠ - ٣٣١ رقم ٦٤٢، وتقريب التهذيب ٢/٢١٠ رقم ٦٨٩٢، ولسان الميزان ٩/١٩٨ رقم ١٤٥٤٩.
(٣) فتح البارى ١٣/٣٥٩.
(٤) شرح الأصول ص ١٢٥، وانظر: منهج المدرسة العقلية الحديثة فى التفسير ص ٤٤ - ٤٧.

<<  <   >  >>