كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها

الفصل الثامن: حديث "وقوع الذباب فى الإناء" - رابعا: الزعم بأن موضوعه ليس من عقائد الإسلام ولا من عباداته - ص: 1107

وبذلك ظهر أن هذا الحديث صحيح السند والمتن، فهل بقى للمنكرين من حجة يحتجون بها؟ اللهم إلا الهوى (١) .

رابعاً: الزعم بأن موضوعه ليس من عقائد الإسلام ولا من عباداته ... إلخ.

... زعم قُصِدَ من وراءه، تحقير الحديث وتهوين لأمره، وتنفير الناس عنه، وهى دعوى تتردد وتتكرر كلما عجزوا عن إقامة الدليل على عدم صحة حديث ما، ولذلك يكثرون من ذكر هذه العبارات التى لا تدل إلا على تنصل صاحبها من إتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والعمل بها

والإسلام دين كامل، بعقائده، وعباداته، ومعاملاته، وأخلاقه، لا يحقر جزء من جزئياته، ولا فرع من فروعه، ولا يستهان به.

وقد أمر الله المؤمنين بالتمسك بكل شعب الإيمان وشرائع الإسلام من غير تفريط فى جانب منها مع القدرة على ذلك قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} (٢) .

قال الحافظ ابن كثير فى معنى هذه الآية: "يقول الله تعالى آمراً عباده المؤمنين المصدقين برسوله أن يأخذوا بجميع عرى الإسلام وشرائعه، والعمل بجميع أوامره، وترك جميع زواجره، ما استطاعوا من ذلك" (٣) .

... والقول بأنه لم يعمل به أحد من المسلمين، قول عار عن الصحة، ودعوى جريئة جاء الحق بخلافها.

---

(١) انظر: الإحسان فى تقريب صحيح ابن حبان ٤/٥٥، الهامش، ودفاع عن السنة ٣٤٥، ٣٤٦، وسلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد ١/٦١، وموقف المدرسة العقلية من السنة ٢/٢٦٩، ٢٧٠، والسنة المطهرة والتحديات للدكتور نور الدين عتر ص ٨٠-٨١.
(٢) الآية ٢٠٨ من سورة البقرة.
(٣) تفسير القرآن العظيم ١/٢٤٧.