للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثاني:أعداء السنة النبوية من المستشرقين]

وتحته أربعة مباحث:

المبحث الأول: التعريف بالاستشراق.

المبحث الثانى: منهج المستشرقين فى دراسة الإسلام.

المبحث الثالث: المستشرقون وموقفهم من السنة النبوية.

المبحث الرابع: موقفنا من الحركة الاستشراقية والمستشرقين.

المبحث الأول: التعريف بالاستشراق لغة واصطلاحاً

الاستشراق لغة: استشرق من الفعل "شرق" يقال: شرقت الشمس أى طلعت، واسم الموضع المشرق، والشرق: المشرق، والجمع إشراق. والتشريق الأخذ فى ناحية المشرق، يقال: شتان بين مشرق ومغرب، وشرقوا أى ذهبوا إلى الشرق أو أتوا الشرق، وكل ما طلع من المشرق فهو شرق (١) .

واستشرق: أى طلب دراسة ما يتعلق بالشرق، فالألف والسين والتاء فى أى فعل تدل على الطلب كاستغفر أى طلب المغفرة.

الاستشراق اصطلاحاً: هو علم الشرق أو علم العالم الشرقى وهو تعبير أطلقه الغربيون على الدراسات المتعلقة بالشرقيين شعوبهم، وتاريخهم، وأديانهم، ولغاتهم، وأوضاعهم الاجتماعية، وبلادهم، وأرضهم، وحضارتهم، وكل ما يتعلق بهم. وهذا معنى عام للاستشراق.

وهناك معنى خاص كان هدفهم الأساسى وهو: دراسة الإسلام والشعوب الإسلامية لخدمة أغراض التبشير من جهة، وخدمة أغراض الاستعمار الغربى لبلدان المسلمين من جهة أخرى، ولإعداد الدراسات اللازمة لمحاربة الإسلام وتحطيم الأمة الإسلامية (٢) .

وهذا المعنى الخاص لمفهوم الاستشراق هو الذى يعنينا، وهو الذى ينصرف إليه الذهن فى عالمنا العربى الإسلامى عندما يطلق لفظ استشراق أو مستشرق وهو الشائع أيضاً فى كتابات المستشرقين المعنيين (٣) .

والمستشرقون: هم الذين يقومون بهذه الدارسات من غير الشرقيين، ويقدمون الدراسات اللازمة للمبشرين، بغية تحقيق أهداف التبشير، وللدوائر الاستعمارية بغية تحقيق أهداف الاستعمار.


(١) القاموس المحيط ٣/٢٤١، ومختار الصحاح ص ٣٣٦.
(٢) أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها للأستاذ عبد الرحمن الميدانى ص ٥٠ بتصرف، وانظر: الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضارى للأستاذ الدكتور محمود زقزوق ص ٢٤.
(٣) الاستشراق للدكتور زقزوق ص ٢٤،٢٥، وانظر: المستشرقون والتاريخ الإسلامى للدكتور على الخربوطلى ص ٢٦، ورؤية إسلامية للاستشراق للدكتور أحمد غراب ص ٧.

<<  <   >  >>