للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وفى رواية: "إنكم تأتون أهل قرية لهم دوى بالقرآن كدوى النحل فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم، جودوا القرآن، وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم امضوا وأنا شريككم، فلما قدم قرظة، قالوا حدثنا قال: نهانا عمر بن الخطاب" (١) .

وروى عن عثمان بن عفان (٢) رضي الله عنه قال: "لا يحل لأحد يروى حديثاً لم يسمع به فى عهد أبى بكر ولا فى عهد عمر، فإنه لا يمنعنى أن أحدث عن رسول الله أن لا أكون من أوعى أصحابى، إلا أنى سمعته يقول: من قال على فقد تبوأ مقعده من النار" (٣) ، وغير ذلك من الآثار الواردة عن بعض الصحابة فى التقليل من الرواية، وسيأتى بعضها فى الإجابة على هذه الشبهة.

الجواب عن شبهة نهى الصحابة عن الإكثار من الرواية، وامتناع بعضهم عن كثرة التحديث دليل على عدم حجية السنة

... بالآثار السابقة، وغيرها، احتج قديماً كما قال الحافظ ابن عبد البر، بعض من لا علم له ولا معرفة من أهل البدع وغيرهم الطاعنين فى السنن، وجعلوا ذلك ذريعة إلى الزهد فى سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم التى لا يوصل إلى مراد كتاب الله إلا بها، والطعن على أهلها (٤) .

... وتابع على ذلك حديثاً ذيولهم من المستشرقين، وغلاة الشيعة، ودعاة اللادينية، وجعلوا ذلك ذريعة إلى عدم حجية السنة النبوية.


(١) جامع بيان العلم ٢/١٢٠، ١٢١.
(٢) عثمان بن عفان: صحابى جليل له ترجمة فى: تذكرة الحفاظ ١/٨ رقم٣، ومشاهير علماء الأمصار ص١١ رقم٤، والاستيعاب ٣/١٠٣٧ رقم ١٧٧٨، واسد الغابة ٣/٥٧٨ رقم ٣٥٨٩، والإصابة ٢/٤٦٢ رقم ٥٤٦٤.
(٣) أخرجه أحمد فى مسنده ١/٦٥.
(٤) جامع بيان العلم ٢/١٢١.

<<  <   >  >>