للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى عن قرظة ابن كعب قال (١) : بعث عمر بن الخطاب رهطاً من الأنصار إلى الكوفة، فبعثنى معهم، فجعل يمشى معنا حتى أتى صرار (٢) -وصرار: ماء فى طريق المدينة- فجعل ينفض الغبار عن رجليه، ثم قال: إنكم تأتون الكوفة، فتأتون قوماً لهم أزيز (٣) بالقرآن، فيأتونكم فيقولون قدم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، قدم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فيأتونكم فيسألونكم عن الحديث، فأعلموا أن أسبغ الوضوء ثلاث، وثنتان تجزيان، ثم قال: إنكم تأتون الكوفة، فتأتون قوماً لهم أزيز بالقرآن فيقولون: قدم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، قدم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فيأتونكم فيسألونكم عن الحديث، فأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم فيه. قال قرظة: وإن كنت لأجلس فى القوم فيذكرون الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنى لمن أحفظهم له، فإذا ذكرت وصية عمر سكت. قال أبو محمد (الإمام الحافظ الدارمى) معناه عندى: الحديث عن أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس السنن والفرائض" (٤)


(١) قرظة بن كعب هو: ابن ثعلبة الأنصارى صحابى جليل له ترجمة فى: مشاهير علماء الأمصار ص٦١ رقم ٣٠٩، والاستيعاب ٣/١٣٠٦ رقم ١٢٦٨، واسد الغابة ٤/٣٨٠ رقم ٤٢٩١، والإصابة ٣/٢٣١ رقم ٧١١٣، وتجريد أسماء الصحابة ٢/١٤.
(٢) صرار: بئر قديمة على ثلاثة أميال من المدينة على طريق العراق وقيل موضع بالمدينة انظر: معجم البلدان ٣/٣٩٨.
(٣) أريز: أى حركة واهتياج وحده. انظر: النهاية فى غريب الحديث لابن الأثير ١/٤٥.
(٤) أخرجه ابن ماجة فى المقدمة، باب التوقى فى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ١/٢٥ رقم ٢٨، والدارمى فى المقدمة، باب من هاب الفتيا مخافة السقط ١/٩٧ رقمى ٢٧٩، ٢٨٠ واللفظ له، والحاكم فى المستدرك كتاب العلم ١/١٨٣ رقم ٣٤٧، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد له طرق تجمع ويذاكر بها، وقرظة ابن كعب الأنصارى صحابى جليل سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما سائر رواته فقد احتجا بهم. ووافقه الذهبى، فقال: صحيح وله طرق. وأخرجه ابن المبارك فى مسنده ص ١٣٩ رقم ٢٢٦.

<<  <   >  >>