للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نماذج من المسائل العجيبة التى استنبطها أعداء السنة من القرآن الكريم بدون

رجوعهم إلى بيان النبى صلى الله عليه وسلم، واستعراض بدائهم عن السنة المطهرة

... الذين يقولون: إن القرآن قد احتوى على كل شئ وفصله تفصيلاً، ولا داعى للسنة، لو أنك واجهتهم بالصلاة، وكيفية أدائها، لرأيت بعضهم يقول: "إن القرآن يفرض على المسلم أن يصلى فى كل وقت من أوقات الصلاة أكثر من ركعة، ولم يحدد له عدداً مخصوصاً وتركه يتصرف كما يشاء" وبعبارة أخرى: إن الإنسان يجب عليه أن يصلى ركعتين على الأقل، وله أن يزيد على ذلك ما شاء أن يزيد بحيث لا يخرج عن الاعتدال والقصد ... وبعد ذلك فللمسلم الاختيار فيما يفعل على حسب ما يجده من نفسه ومن قوته، أما الصلاة المعروفة اليوم بمواقيتها وهيئاتها، فما كان يعرفها الرسول نفسه ولا أصحابه، وهى غير واجبة على الأمة الإسلامية فى جميع الأزمنة والأمكنة، أو فهى لا تدل على وجوب ما فوق الركعتين" (١) .

... وفى موضع آخر يقول: "وإذا فليس عندنا دليل قطعى على وجوب هذه الأعداد - من الصلوات والركعات - والله لا يتعبدنا بالظن، وحيث أن هذا الأمر لم يصل إلينا بالتواتر القولى دل ذلك على أن الله لا يريد منا المحافظة على هذه الأعداد والاستماتة عليها وهو المطلوب" (٢) .

... فإذا كان الدكتور توفيق صدقى لا يؤمن بالصلاة المعروفة اليوم؛ لأنها متواترة عملاً لا قولاً فى نظره، نجد آخر على مذهبه يؤمن بالصلاة المعروفة اليوم بمواقيتها وعددها وهيئتها ... إلخ ويكفيه نقلها بالتواتر العملى (٣) . وهو ما لم يكف توفيق صدقى!


(١) قاله الدكتور توفيق صدقى فى مقاله (الإسلام هو القرآن وحده) انظر: مجلة المنار المجلد ٩/٥١٧-٥٢٠ بتصرف.
(٢) انظر: مجلة المنار المجلد ٩/٩٢٠، ٩٢١ بتصرف.
(٣) تبصير الأمة بحقيقة السنة للدكتور إسماعيل منصور ص ١٧، ١٨.

<<  <   >  >>