للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ذهب جمهور المحدثين والمؤرخين إلى أنه عليه السلام رفع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، وأنه سيمكث فى الأرض إذا نزل أربعين سنة كما جاء فى الحديث الصحيح (١) . عن أبى هريرة رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "ليس بينى وبينه نبىُّ يعنى –عيسى عليه السلام- وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس على الإسلام، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله فى زمانه الملل كلها، إلا الإسلام، ويهلك المسيح الدجال، فيمكث فى الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى، فيصلى عليه المسلمون" (٢) .

قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} (٣) الصحيح أن الضمير فى قوله: "إنه" يعود على عيسى – عليه السلام – أى أن خروجه من أعلام الساعة وأماراتها لأنه ينزل قبيل قيامها (٤) .

والذى يدل على ذلك أن سياق الآيات فى ذكره، وصرف الكلام عما هو فى سياقه إلى غيره بغير حجة غير جائز، ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى "وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ" أى أمارة ودليل على وقوع الساعة (٥) .


(١) مشكلات الأحاديث ص ١٧٠.
(٢) أخرجه أبو داود فى سننه كتاب الملاحم، باب خروج الدجال ٤/١١٧، ١١٨ رقم ٤٣٢٤، واللفظ له، والحاكم فى المستدرك كتاب التاريخ، باب ذكر نبى الله وروحه عيسى بن مريم-عليه السلام– ٢/٦٥١ رقم ٤١٦٣ وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبى.
(٣) الآية ٦١ من سورة الزخرف.
(٤) انظر: الجامع لأحكام القرآن ١٦/١٠٥.
(٥) تفسير القرآن العظيم ٤/١٣٢.

<<  <   >  >>