يقول عن المرأة "وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت" فهنا تنبيه على أنها متزوجة، ولكن ليس لزوجها ذكر فى الرواية ليفهم القارئ أنه كان يدخل على تلك المرأة المتزوجة فى غيبة زوجها، ثم اختيار اسم المرأة "أم حرام" ليتبادر إلى ذهن القارئ أن ما يفعله النبى حرام وليس حلالاً. ثم يضع الراوى - بكل وقاحة- أفعالاً ينسبها للنبى -عليه السلام- لا يمكن أن تصدر من أى إنسان على مستوى متوسط من الأخلاق الحميدة، فكيف بالذى كان على خلق عظيم ... عليه الصلاة والسلام، فيفترى الراوى كيف كانت تلك المرأة تطعمه، وتفلى له رأسه، وينام عندها، ثم يستيقظ ضاحكاً ويتحادثان ... نعوذ بالله من الافتراء على رسول الله ... ويتركنا البخارى بعد هذه الإيحاءات المكشوفة، نتخيل ما معنى أن يخلو رجل بامرأة متزوجة فى بيتها، وفى غيبة زوجها، وأنها تطعمه وتفلى له رأسه، أى أن الكلفة قد زالت بينهما تماماً، وأنها تعامله، كما تعامل زوجها ... ثم يقول "وجعلت تفلى له رأسه فنام رسول الله ثم استيقظ ..." ولابد أن القارئ سيسأل ببراءة ... وأين نام النبى، وكيف نام، وتلك المرأة تفلى له رأسه، وآلاف الأسئلة تدور حول هدف واحد هو ما قصده البخارى بالضبط (١) .
(١) لماذا القرآن ص ٩٢-٩٤، وقراءة فى صحيح البخارى ص ٤١-٤٦ كلاهما لأحمد صبحى منصور، وانظر: دين السلطان لنيازى عز الدين ص٥٣٠، والخدعة رحلتى من السنة إلى الشيعة ص ٧٣، ٧٥، وأهل السنة شعب الله المختار ص ٢٧٢، ودفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين ص ٦١-١٢٤، ثلاثتهم لصالح الوردانى.