للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخصوصاً وأن بعض الروايات تقول كان النبى صلى الله عليه وسلم، يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها وليست فيه (١) ، ورواية تقول: "نام النبى صلى الله عليه وسلم، فاستيقظ وكانت تغسل رأسها، فاستيقظ وهو يضحك، فقالت: يا رسول الله أتضحك من رأسى قال لا" (٢) .

وقد يقول قائل قريبات النبى صلى الله عليه وسلم معروفات، وليس منهن أم سليم ولا أم حرام.

والجواب أننا نتحدث عن مجتمع لم يكن يمسك سجلات للقرابات، وخاصة إذا كانت القرابة فى النساء، فهناك قريبات كثيرات أغفلهن التاريخ فى هذا المجتمع وأهملهن الرواة (٣) .

قال الإمام النووى – رحمه الله – قوله: "أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان، فتطعمه، وتفلى رأسه، وينام عندها".

اتفق العلماء على أنها كانت محرماً له صلى الله عليه وسلم، واختلفوا فى كيفية ذلك.

فقال ابن عبد البر وغيره: كانت إحدى خالاته من الرضاعة، وقال آخرون: بل كانت خالة لأبيه أو لجده، لأن عبد المطلب كانت أمه من بنى النجار.

وقوله: "تَفْلِى" بفتح التاء وإسكان الفاء وكسر اللام أى تفتش ما فى الرأس، وتقتل القمل منه، ولا يعنى وجود ذلك فى رأس النبى صلى الله عليه وسلم.

وأخذ من ذلك الحديث جواز فلى الرأس، وقتل القمل منه، وجواز ملامسة المحرم فى الرأس وغيره مما ليس بعورة، وجواز الخلوة بالمحرم والنوم عندها، وهذا كله مجمع عليه (٤)


(١) أخرجه مسلم "بشرح النووى" كتاب الفضائل، باب طيب عرق النبى صلى الله عليه وسلم ٨/٩٥ رقم ٢٣٣١.
(٢) أخرجه أبو داود فى سننه كتاب الجهاد باب فضل الغزو فى البحر ٣/٧ رقم ٢٤٩٢.
(٣) انظر: السنة فى مواجهة أعدائها لفضيلة الأستاذ الدكتور طه حبيشى ص ٢٠٤ هامش.
(٤) المنهاج شرح مسلم للنووى ٧/٦٧.

<<  <   >  >>