للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. أما العلوم الشرعية؛ فلا نكاد نجد لها منصفاً لخطورتها، وأهميتها فى حياة الإنسان، ولأن العلوم الشرعية هذه مرتبطة برسالة الإسلام، الدعوة العالمية للتوحيد، وإقامة منهج الله عز وجل على الأرض، وهذا بلا ريب يهدد معاقل الشرك والوثنية أينما كانت، فلا عجب حينئذ أن ينتشر جنود إبليس للتصدى لهذه الدعوة، والنيل منها بكل وسائل التسفيه والتشكيك (١) .

وكتب المستشرقين التى مدحوا من أجلها.

إما مصنفات مستقلة عبارة عن بحوث ودراسات، تتعلق بالحضارة الإسلامية، والفقه الإسلامى، وتاريخ الأدب العربى، وتاريخ الحديث الشريف وغيرها. وهذه مصنفات طافحة بالدس والتشويه، وهى منحرفة كلياً عن منهج البحث السديد.

... وإما مصنفات مبنية على مصنفات أخرى كفهارس القرآن الكريم، وفهارس كتب الحديث؛ فهى جهود محمودة، ولكنها غير إبداعية؛ لأنهم مسبوقون إليها من أئمتنا المتقدمون رضوان الله عليهم (٢) وهذا لا يعنى انتقاص قيمة هذا العمل، فهو حقاً عمل رائع، ولكنه نال من الثناء أكثر مما يستحق، لأنه لو قام به جماعة من المسلمين فى نفس الظروف التى أُنجز فيها هذا العمل الكبير لأتوا بمثله أو أحسن منه، ولنا فى الأعمال الفردية التى قام بها بعض علمائنا الأجلاء قديماً وحديثاً خير دليل على ذلك (٣) .


(١) ضوابط الرواية عند المحدثين للأستاذ الصديق بشير ص ٢٨٣، ٢٨٤.
(٢) فصل ذلك الأستاذ أحمد محمد شاكر فى كتابه تصحيح الكتب وصنع الفهارس المعجمة، وفى مقدمة مفتاح كنوز السنة لفنسك.
(٣) انظر: فى ذلك "طرق تخريج حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لفضيلة الأستاذ الدكتور عبد المهدى، وكشف اللثام عن أسرار تخريج أحاديث خير الأنام لفضيلة الأستاذ الدكتور عبد الموجود. ففيهما بيان لجهود علماء المسلمين قديماً وحديثاً فى صنع الفهارس والمعاجم، وانظر: ضوابط الرواية ص ٢٨٧، ٢٨٨.

<<  <   >  >>