للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا ننسى المستشرق (موريس بوكاى) فى كتابه: "دراسة الكتب المقدسة فى ضوء المعارف الحديثة، فشهادته بصدق القرآن بقوله: "إن القرآن لا يحتوى على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم فى العصر الحديث" (١) وعلى الرغم من أن كلامه على القرآن الكريم لا يسلم من المآخذ، إلا أننا نراه فى موقفه من السنة المطهرة يردد أقوال من سبقه من المستشرقين مشككاً فى صحة نقلها وحجيتها، كقوله: "فقد كتبت أولى الأحاديث بعد عشرات من السنوات من موت محمد صلى الله عليه وسلم مثلما كتبت الأناجيل بعد عشرات السنوات من انصراف المسيح، إذن فالأحاديث والأناجيل شهادات بأفعال مضت) (٢) . ثم وصفة لكلام النبى صلى الله عليه وسلم؛ بأنه كلام بشر قد يخطئ ويصيب ... (٣) ، وأن هناك مبادئ للقرآن صريحة فى الأمر دائماً بالرجوع إلى العلم والعقل فى الحكم على الأحاديث (٤) .

... إلى غير هؤلاء من المستشرقين الذين وصفوا بإنصاف الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم (٥) ؛ لأنهم وصفوه ومجدوه بالعبقرية، وبأن دعوته حركة إنسانية إصلاحية، وانخدع بذلك بعض المسلمين غافلين عن السم الذى وراء هذا الدسم (الثناء والمدح) ، وهو تجريد النبى صلى الله عليه وسلم من النبوة، ومن مزية أن القرآن الكريم والسنة النبوية وحى من عند الله عز وجل وأن رسالته صلى الله عليه وسلم ربانية صالحة لكل زمان ومكان إلى يوم الدين، وليست حركة إصلاحية إنسانية لم تعد صالحة فى عصرنا هذا، كما يهدف أعداء الإسلام ومن اغتر بهم.


(١) دراسة الكتب المقدسة ص ١٥، ١٦.
(٢) دراسة الكتب المقدسة ص ١٣، ١٥٦، ١٥٨، ٢٩٠، ٢٩١، ٢٩٨، ٣٠٢.
(٣) المصدر السابق ص ٢٩٩.
(٤) المصدر نفسه ص ١٤.
(٥) قام الدكتور أحمد غراب بدراسة لبعض المستشرقين الموصوفين بالموضوعية مثل فنسنك - ريلاند - جوستاف لوبون - مونتجمرى وات وغيرهم. وبين حقدهم على الإسلام والمسلمين. انظر: رؤية إسلامية للاستشراق ص ٧٩ - ١٣٩.

<<  <   >  >>