للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. ومن المعلوم بداهة أن الكلمة فى اللغة العربية يكون لها أكثر من معنى، ويتحدد المعنى المراد منها من خلال سياق الكلام الذى وردت فيه، وكلمة "الكتاب" تجئ فى القرآن بمعنى الفرض، والحكم، والقدر (١) . فبمعنى القدر قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا} (٢) .

... يقول الحافظ ابن كثير: أى لا يموت أحد إلا بقدر الله، وحتى يستوفى المدة التى ضربها الله له، ولهذا قال تعالى: {كتاباً مؤجلاً} . وكقوله تعالى {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ} (٣) . وكقوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ} (٤) .

... وبمعنى الفرض قوله تعالى: {الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} (٥) قال ابن عباس أى مفروضاً (٦) ، والكتاب يأتى فى القرآن الكريم تارة مراداً به اللوح المحفوظ كما سبق وأن بينا، وتارة أخرى يأتى مراداً به القرآن الكريم كما فى قوله تعالى: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} (٧) . إلى غير ذلك من الآيات الكريمة.


(١) القاموس المحيط ١/١٢٠، ومختار الصحاح ص ٥٦٢.
(٢) الآية ١٤٥ من سورة آل عمران.
(٣) جزء من الآية ١١ من سورة فاطر.
(٤) الآية ٢ الأنعام، وانظر: تفسير القرآن العظيم ١/٤١٠.
(٥) الآية ١٠٣ من سورة النساء.
(٦) تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٥٥٠.
(٧) الآية الأولى من سورة إبراهيم.

<<  <   >  >>