للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وهنا نأتى للرد على الآيات الأخرى التى استدلوا بها على أن القرآن أنزل مفصلاً وتبياناً لكل شئ، فلا يحتاج بعد هذا البيان إلى السنة المطهرة. أما قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} (١) . وقوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} (٢) .

... فالمراد بالتفصيل والبيان هنا: تفصيل وبيان كل شئ من أحكام هذا الدين كقواعد كلية مجملة، أما تفاصيل تلك القواعد وما أشكل منها؛ فالبيان فيها راجع إلى السنة النبوية قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (٣) فقاعدة وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والتحاكم إلى سنته المطهرة من القواعد الكلية المجملة لهذا الدين، وفصلها ربنا عز وجل فى كتابه العزيز كما فى الآية السابقة. وقوله تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ} (٤) يقول ابن كثير فى تفسير قوله تعالى {تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} عن ابن مسعود (٥) رضي الله عنه قال: قد بين لنا فى هذا القرآن كل علم وكل شئ وقال مجاهد (٦)


(١) جزء من الآية ١١٤ من سورة الأنعام.
(٢) جزء من الآية ٨٩ من سورة النحل.
(٣) الآية ٤٤ من سورة النحل.
(٤) الآية ٦٤ من سورة النحل.
(٥) ابن مسعود: هو عبد الله بن مسعود صحابى جليل. له ترجمة فى: الاستيعاب ٣/٩٨٧ رقم١٦٥٩، واسد الغابة ٣/٣٨١ رقم ٣١٨٢، وتاريخ الصحابة ص ١٤٩ رقم ٧١٨، وتذكرة الحفاظ ١/١٣ رقم ٥، وطبقات الحفاظ ص ١٤ رقم٦، وتجريد أسماء الصحابة ١/٣٣٤، ومشاهير علماء الأمصار ص ١٦ رقم ٢١، والإصابة ٢/٣٦٠ رقم ٤٩٦٩.
(٦) مجاهد: هو مجاهد بن جبر، بفتح الجيم، وسكون الموحدة، أبو الحجاج المخزومى مولاهم، المكى، ثقة، إمام فى التفسير، والعلم، مات سنة ١٠٤هـ وقيل قبل ذلك. له ترجمة فى: تقريب التهذيب ٢/١٥٩ رقم ٦٥٠١، وتذكرة الحفاظ ١/٩٢ رقم ٨٣، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص٤٢ رقم ٨١، والثقات للعجلى ص٤٢٠ رقم ١٥٣٨، والثقات لابن حبان ٥/٤١٩، وطبقات المفسرين للداودى ٢/٣٠٥ رقم ٦١٧.

<<  <   >  >>