للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. ففى هذه الأحاديث وغيرها - مما سيأتى فى المبحث الثالث يخبر النبى صلى الله عليه وسلم؛ أن له سنة مطهرة تركها لأمته، وحثهم على التمسك بها، والعض عليها بالنواجذ؛ ففى اتباعها الهداية، وفى تركها الغواية، فلو كانت سنته المطهرة غير محفوظة، أو يمكن أن يلحقها التحريف والتبديل؛ فلا يتميز صحيحها من سقيمها، ما طالب أمته بالتمسك بها من بعده، فيكون قوله مخالفٌ للواقع، وهذا محال فى حقه صلى الله عليه وسلم فأمره بالتمسك بها، يدل على أنها ستكون محفوظة تأكيداً لقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (١) . فدل ذلك على إخبار بالغيب صادق فى الواقع.

ثالثاً: الدليل العقلى على تكفل رب العزة بحفظ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم:

... يقول الدكتور رءوف شلبى: "ليس بلازم فى الاحتمالات العقلية أن يكون المراد من الذكر القرآن الكريم وحده، لأمرين:

١- أنه لو كان المراد من الذكر القرآن الكريم وحده؛ لصرح المولى عز وجل به باللفظ، كما صرح به فى كثير من الموضوعات كما فى قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْءَانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (٢) . وقوله تعالى: {هُوَ قُرْءَانٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} (٣) وقوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ} (٤) .


(١) الآية ٩ من سورة الحجر.
(٢) الآية ٩ من سورة الإسراء.
(٣) الآيتان ٢١، ٢٢ من سورة البروج.
(٤) الآية ١٧ من سورة القمر.

<<  <   >  >>