للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروي عن سيعد بن أبى الحسن (١) قال: "لم يكن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. أكثر من أبى هريرة حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.، وإن مروان زمن ما كان على المدينة أراد أن يكتب حديثه، فأبى، وقال: "ارووا كما نروى" فلما أبى عليه تغفله فأقعد له كاتبًا لقنًا ثقافًا فجعل أبو هريرة يحدثه ويكتب الكاتب، حتى استفرغ حديثه أجمع، قال: ثم قال مروان: تعلم أنا قد كتبنا حديثك أجمع؟ قال: "وقد فعلتم؟ قال نعم. قال فاقرءوه على إذا، قال: فاقرؤوه عليه، فقال أبو هريرة: أما إنكم قد حفظتم، وإن تطعنى تمحه، قال: فمحاه" (٢) .

٦_ ابن عباس _ رضى الله عنهما _ روى عنه أنه قال: "إنا لا نكتب العلم ولا نكتبه" (٣) وفي رواية قال: "إنا لا نكتب في الصحف إلا الرسائل والقرآن" (٤) .

٧_ ابن مسعود رضي الله عنه روى عنه: أن علقمة (٥) جاءه بكتاب أو صحيفة من مكة أو اليمن فيها أحاديث في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم. فدعا جاريته ثم دعا بطست فيها ماء فجعل يمحوها ويقول: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْءَانَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِين} (٦) القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بما سواه (٧) .


(١) هو سعيد بن أبى الحسن البصري، أخو الحسن البصري، روى عن أمه، وأبى هريرة، وعنه أخوه، وعوف، وسليمان التيمي، متفق على توثيقه، مات سنة ١٠٠ هـ. له ترجمة في: تقريب التهذيب ١/ ٣٥٠ رقم ٢٢٩١، والكاشف ١/ ٤٣٣ رقم ٨٦٦، والثقات للعجلى ص ١٨٢ رقم ٥٣٦، والثقات لابن حبان ٤/ ٢٧٦، مشاهير علماء الأمصار ص ١١٥ رقم ٦٥٧.
(٢) أخرجه الخطيب في تقييد العلم ص ٤١.
(٣) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم ١/ ٦٤، والخطيب في تقييد العلم ص ٤٢.
(٤) أخرجه الخطيب في تقييد العلم ص ٤٢، ٤٣ ز
(٥) علقمة هو: علقمة بن قيس بن عبد الله النخعى الكوفي، أبو شبل، أخو يزيد بن قيس، روى عن أبى بكر وعمرو ابن مسعود، وعنه ابن أخيه عبد الرحمن بن يزيد، وابن أخته إبراهيم النخعي، وسلمه بن كهيل، وآخرون ثقة ثبت فيه عابد مات ٦٢هـ. له ترجمة في: تقريب التهذيب ١/ ٦٨٧ رقم ٤٦٩٧، والكاشف ٢/ ٣٤ رقم ٣٨٧٣، وتذكرة الحفاظ ١/ ٤٨ رقم ٢٤، وطبقات الحافظ ص ٢٠ رقم ٢٤، والثقات للعجلى ٣٣٩ رقم ١١٦١، والبداية والنهاية ٨/ ٢١٩، ومشاهير علماء الأمصار ص ١٢٥ رقم ٧٤١.
(٦) الآية ٣ من سورة يوسف.
(٧) أخرجه الخطيب في تقييد العلم ص ٥٤.

<<  <   >  >>