للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الناس؛ لأنهكتك عقوبة، ثم قال له: اجلس فجلس بين يديه قال: انطلقت أنا فانتسخت كتاباً من أهل الكتاب، ثم جئت به فى أديم (١) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا الذى فى يدك يا عمر؟ فقلت: يا رسول الله: كتاب نسخته لنزداد علماً إلى علمنا فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحمرت وجنتاه (٢) ... ونقل قصته بنحو رواية جابر بن عبد الله السابقة.

ومثل هذه القصة وقعت مع الإمام أبى حنيفة لما دخل شخص الكوفة بكتاب دانيال فكاد أبو حنيفة أن يقتله، وقال له أكتاب ثَمَّ غير القرآن والحديث (٣) ؟


(١) أديم، أى جلد، وقيل المدبوغ منه. انظر: لسان العرب ١/٤٥.
(٢) أخرجه أبو يعلى فى مسنده ولم أجده فى الجزء المطبوع من المسند، وعزاه إليه الحافظ الهيثمى وقال: فيه عبد الرحمن إسحاق الواسطى، ضعفه أحمد، وجماعة كما قال الحافظ الهيثمى فى مجمع الزوائد ١/١٧٣، ١٨٢.فهل يعاب عمر رضي الله عنه فى اقتداءه بالنبى صلى الله عليه وسلم فى هذا الأمر أم يمدح؟ وهل فى هذه القصة دليل على كراهة عمر للتحديث والتدوين بشكل مطلق، سواء كان من سنة النبى أو غيرها، وسواء كان من صحيح ما ورد من أخبار الأمم السالفة أو سقيمها، كما زعم على الشهرستانى فى كتابه منع تدوين الحديث ص١٠٥-١٠٧.
(٣) انظر: قواعد التحديث للقاسمى ص ٢٩٨.

<<  <   >  >>