للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويجمع الحديث على أحاديث على خلاف القياس، ويرى الفراء أن واحد الأحاديث أحدوثة، ثم جعلوه جمعاً للحديث وقال ابن برى: ليس الأمر كما زعم الفراء، لأن الأحدوثة بمعنى الأعجوبة، يقال: قد صار فلان أحدوثةً، أما أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم. فلا يكون واحدها إلا حديثاً (١) .

ويرى الزمخشرى (٢) : إن الأحاديث اسم جمع (٣) ، وخالفه أبو حيان فى البحر (٤) : فقال ليس كل الأحاديث باسم جمع، بل هو جمع تكسير للحديث على غير قياس كأباطيل، واسم الجمع لم يأت على هذا الوزن (٥) ، فالراجح أنها جمعت على غير قياس ... والجمع القياسى للفظ حديث أحدثه كرغيف وأرغفة، أو حدث كقضيب وقضب (٦) .

قال فضيلة الأستاذ الدكتور مروان محمد شاهين: أما عن الحديث فى اللغة فله معان ثلاثة:

الأول: الحديث بمعنى الجديد الذى هو ضد القديم، تقول: لبست ثوباً حديثاً أى جديداً، وقرأت كتاباً حديثاً بمعنى الجديد، وركبت سيارة حديثة تعنى سيارة جديدة.

الثانى: الحديث بمعنى الخبر والنبأ مثل قوله تعالى: {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} (٧)


(١) تاج العروس للزبيدى ١ /٦١٣.
(٢) الزمخشرى: هو أبو القاسم، محمود بن عمر بن محمد الزمخشرى، نحوى، لغوى، معتزلى، مفسر، يلقب بجار الله لمجاورته بمكة زماناً، من مصنفاته: الكشاف عن حقائق التنزيل، والفائق فى غريب الحديث، مات سنة ٥٣٨هـ. له ترجمة فى: وفيات الأعيان لابن خلكان ٥ /١٦٨-١٧٤ رقم ٧١١، وبغية الوعاة للسيوطى ٢ /٢٧٩ رقم ١٩٧٧، وإشارة التعيين فى تراجم النحاة واللغويين لعبد الباقى اليمانى، ص ٣٤٥ رقم ٢١٠، وطبقات المفسرين للسيوطى، ص٤٨ رقم ١٤٧، وطبقات المفسرين للداودى ٢ /٣١٤ رقم ٦٢٥.
(٣) الكشاف للزمخشرى ٢ /٢٤٣.
(٤) أبو حيان: هو محمد بن يوسف بن على بن يوسف، أثير الدين أبو حيان، الغرناطى، من كبار العلماء بالعربية، والتفسير، والحديث، من مؤلفاته البحر المحيط فى التفسير، والتذكرة فى العربية، وعقد اللآلى فى القراءات. مات سنة ٧٤٥هـ. له ترجمة فى ذيل تذكرة الحفاظ ص٢٣، وطبقات الشافعية لابن السبكى ٦ /٣١، وطبقات المفسرين للداودى ٢ /٢٨٧ - ٢٩١ رقم ٦٠٨، وشذرات الذهب ٦ /١٤٥، والأعلام ٧ /١٥٣، والرسالة المستطرفة ص ١٠١.
(٥) البحر المحيط لأبى حيان ٥ /٢٨١ عند تفسير أول سورة يوسف.
(٦) بحوث فى علوم الحديث لفضيلة الأستاذ الدكتور عزت عطيه ص ١٠.
(٧) الآية ١٥ من سورة النازعات.

<<  <   >  >>