للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وأيد الأستاذ رشيد رضا فى ذلك محمود أبو رية (١) ، وجمال البنا فى كتابه: "السنة ودورها فى الفقه الجديد" إذ يقول: "ولا جدال فى صحة ما ذهب إليه السيد رضا-رحمه الله- من أن الصحابة "لم يريدوا أن يجعلوا الأحاديث ديناً دائماً كالقرآن" فالحق أبلج، ولا يقف فى سبيله تلك الدعاوى والتعلات" (٢) ، وفى موضع آخر يصرح بذلك من قوله قا ئلاً: "نهى الرسول عن كتابة حديثه ورفض الخلفاء والصحابة الكتابة، الدلالة الوحيدة التى تستخلص من هذه الوقائع: الرسول والخلفاء الراشدون والصحابة أرادوا عدم تأبيد ما جاءت به السنن من أحكام" (٣)

... وهكذا يذهب أعداء السنة إلى أن علة النهى عن كتابة السنة هى: أن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة أرادوا ألا يجعلوا مع كتاب الله عز وجل كتاب آخر، وأنهم ما أرادوا أن تكون السنة ديناً عاماً دائماً كالقرآن الكريم، ويستدلون على ذلك بما مر من حديث أبى هريرة مرفوعاً وحديثى أبى بكر وعمر الموقوفان، ويزعمون أن تلك الأحاديث صريحة فى دعواهم.

الجواب عن شبهة أن النهى عن كتابة السنة يدل على أن النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه أرادوا ألا يكون مع كتاب الله عز وجل كتاب آخر.


(١) أضواء على السنة ص٤٨ – ٥٠.
(٢) السنة ودورها فى الفقه الجديد ص ٢٢٥.
(٣) السنة ودورها فى الفقه الجديد ص ٢٠٢، وانظر: السلطة فى الإسلام للمستشار عبد الجواد ياسين ص ٢٣٨.

<<  <   >  >>