للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وبالرغم من ضعف بعض الآثار السابقة كما سبق، إلا أنه مع ضعفها حجة لنا لا علينا، فلا حجة لأعداء السنة، فى الآثار التى استشهدوا بها، ولا دليل فيها على ما ذهبوا إليه، لأنها اشتملت على الوجوه والأسباب التى من أجلها، امتنع بعض الصحابة عن التحديث، ونهوا عن الإكثار منه، وتلك الوجوه والأسباب هى:

أولاً: خوف الخطأ أو الزيادة والنقصان فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم والدخول فى وعيد النبى صلى الله عليه وسلم الوارد فى قوله صلى الله عليه وسلم "من كذب على متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" (١) وبذلك صرحت الآثار الواردة عمن امتنع عن التحديث أو لم يكثر منه.

... فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "إنه ليمنعنى أن أحدثكم حديثاً كثيراً أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "من تعمد على كذباً فليتبوأ مقعده من النار" (٢) .

... وفى رواية أخرى عنه قال: "لولا أنى أخشى أن أخطئ لحدثتكم بأشياء سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذاك أنى سمعته يقول: "من كذب على متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" (٣) .


(١) سبق تخريجه ص ٢٧٥.
(٢) أخرجه البخارى فى صحيحه كتاب العلم، باب إثم من كذب على النبى صلى الله عليه وسلم ١/٢٤٣ رقم ١٠٨
(٣) أخرجه الدارمى فى سننه المقدمة، باب اتقاء الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم وأتثبت فيه ١/٨٨ رقم ٢٣٥

<<  <   >  >>