للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. الصبح ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ فقال: "أوصيكم بتقوى الله عزَّ وجلَّ والسمع، والطاعة، وإن كان عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافاً كثيراً؛ فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" (١) وقوله صلى الله عليه وسلم. فيما رواه عنه عبد الله بن عمرو (٢) -رضى الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "إن بنى اسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتى على ثلاث وسبعين، كلهم فى النار إلا ملة واحدة، قالوا: ومن هى يا رسول الله قال: ما أنا عليه وأصحابى" (٣) .

واستدل على ذلك أيضاً بأن السلف كانوا يقولون: سنة العمريين أى أبى بكر وعمر -رضى الله عنهما-، ومما أخرجه ابن عبد البر بسنده عن مالك بن أنس (٤) قال عمر بن عبد العزيز (٥) :


(١) أخرجه أبو داود فى سننه كتاب السنة، باب فى لزوم السنة ٤ /٢٠٠ رقم ٤٦٠٧، والترمذى كتاب العلم، باب ما جاء فى الأخذ بالسنة واجتناب البدع ٥ /٤٣-٤٤ رقم٢٦٧٦،وابن ماجة فى المقدمة، باب إتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين ١ /١٥-١٧ رقمى ٤٢-٤٣ وغيرهم.
(٢) عبد الله بن عمرو: صحابى جليل له ترجمة فى: الإصابة ٢ /٣٥١ رقم ٤٨٦٥، والاستيعاب ٣ /٢٥٦ رقم ١٦٣٦، واسد الغابة ٣ /٣٤٥ رقم ٣٠٩٢، وتجريد أسماء الصحابة ١ /٣٢٦، وتاريخ الصحابة رقم ٧٢١، ومشاهير علماء الأمصار ص٧١ رقم ٣٧٧، وتذكرة الحفاظ ١ /٤١ رقم ١٩، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص ١٨ رقم ١٩.
(٣) أخرجه الترمذى كتاب الإيمان، باب ما جاء فى افتراق هذه الأمة٥/٢٦رقم٢٦٤١، وقال أبو عيسى: هذا حديث مفسر غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه، وانظر: أصول الحديث علومه ومصطلحه للدكتور محمد عجاج الخطيب بتصرف يسير ص ٢١، ٢٢.
(٤) مالك بن أنس: هو الإمام مالك بن أنس، أحد أعلام الإسلام، إمام دار الهجرة، وصاحب الموطأ، توفى سنة ١٧٩هـ. له ترجمة فى: تذكرة الحفاظ١ /٢٠٧ رقم١٩٩،وطبقات المفسرين للداودى ٢ /٢٩٤رقم ٦١٣،والديباج المذهب ص٥٦،وشذرات الذهب١ /٢٨٩، والثقات للعجلى ص٤١٧ رقم ١٥٢١، ومروج الذهب٣/٣٥٠، ومشاهير علماء الأمصار ص١٦٩ رقم١١١٠
(٥) عمر بن عبد العزيز: هو عمر بن العزيز بن مروان بن الحكم بن أبى العاص الأموى، أمير المؤمنين، أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، ولى إمرة المدينة للوليد، وكان مع سليمان كالوزير، وولى الخلافة بعده، فعد من الخلفاء الراشدين مدة خلافته سنتان ونصف، توفى سنة ١٠١هـ. له ترجمة فى: تذكرة الحفاظ ١ /١٨٨ رقم ١٠٤، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص٥٣ رقم ١٠١، وتقريب التهذيب ١ /٧٢٢ رقم ٤٩٥٦، والكاشف ٢/٦٥ رقم ٤٠٨٩، ومشاهير علماء الأمصار ص ٢٠٩ رقم ١٤١١.

<<  <   >  >>