للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما غلاة الشيعة: فيزعمون أنهم حفظة السنة وأساس تدوينها، والسبق إلى التدوين فضيلة لهم، فهم أساس بناء مدرسة التعبد المحض (١) . أما أهل السنة وفى مقدمتهم أبى بكر وعمر –رضى الله عنهما- فهم أساس مدرسة الاجتهاد والرأى، وهم الذين منعوا تدوين الأحاديث، وأضاعوا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم (٢) ، التى قاموا بتدوينها على رأس المائتين بعد انقراض دولة بنى أمية، وتحول الدولة إلى بنى العباس (٣) .

أما المستشرقون: فيتلخص موقفهم من السنة النبوية وتدوينها، فى موقف المستشرق اليهودى (جولدتسيهر) الذى ذهب إلى: "أن القسم الأكبر من الحديث ليس إلا نتيجة للتطور الدينى، والسياسى، والاجتماعى فى القرنين الأول، والثانى، وأنه ليس صحيحاً ما يقال من أنه وثيقة للإسلام فى عهده الأول، عهد الطفولة، ولكنه أثر من آثار جهود الإسلام فى عصر النضوج" (٤) .


(١) انظر: الشيعة وفنون الإسلام حسن الصدر ص٢٧، ٢٨، والمطالعات والمراجعات والردود لمحمد الحسين آل كاشف ص ٥٦، ومعالم المدرستين لمرتضى العسكرى المجلد ٢/٣٧٥، ومنع تدوين الحديث أسباب ونتائج لعلى الشهرستانى ص ٧٦، ٣٤٢، ٣٩٧، ٤٢٤، ٤٤٢، ٤٤٧، وتأملات فى الحديث عند السنة والشيعة لزكريا عباس داود ص٤٢.
(٢) منع تدوين الحديث أسباب ونتائج لعلى الشهرستانى ص٣١٢، ٣٣٩، ٤٦٨، ٥٠٤، وتأملات فى الحديث لزكريا عباس داود ص ٧٠، وركبت السفينة لمروان خليفات ص ١٠٧ وبقول الرافضة، قال المستشرقون، انظر: منهجية جمع السنة وجمع الأناجيل للدكتورة عزية على طه ص ٥٩.
(٣) تأسيس علوم الشيعة حسن الصدر ٢٧٨، ٢٧٩.
(٤) العقيدة والشريعة فى الإسلام جولدتسهير ص٥٣، ٢٥١، وانظر: دارسات محمدية ترجمة الأستاذ الصديق بشير، نقلاً عن مجلة كلية الدعوة بليبيا العدد ١٠/٥٦٤.

<<  <   >  >>