للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

متأخرة، فضلاً عن الكتب المعاصرة، وكان ذلك لأن فقهاء العصر الذى نتكلم عنه لم يعتبروا أنفسهم ملزمين بذكر الأحاديث الكثيرة التى عرفوها ولو كانت مؤيدة لآرائهم، هذا فضلاً عن الأحاديث التى لم يحيطوا بها علماً كما سبق، فهذا كله يضع استدلال شاخت موضع شكوك خطيرة، ويبطل قاعدته التى على أساسها كان تشكيكه فى الأحاديث والوثوق بها بصفة عامة

... وحتى يظهر بطلان قاعدة شاخت قام الدكتور ظفر بعقد مقارنة لطائفة من الآراء الفقهية لبعض فقهاء القرن الثانى الهجرى، وذلك من خلال مقارنة "موطأ الإمام مالك" برواية (يحيى الليثى) (١) ورواية (الشيبانى) (٢) حيث أن عدداً كبيراً من الأحاديث الموجودة بموطأ مالك برواية يحيى الليثى، ولا توجد بموطأ رواية الشيبانى. على الرغم من أن الشيبانى كان الأصغر سناً، وتأخر عهده عن الإمام مالك. والأعجب من ذلك أننا نرى أحياناً أن بعض أحاديث الموطأ للإمام مالك التى تؤيد آراء مذهب الإمام الشيبانى، لا توجد فى موطأ الشيبانى أصلاً.


(١) يحيى الليثى هو: يحيى بن يحيى بن كثير الليثى مولاهم القرطبى، أبو محمد، صدوق فقيه، قليل الحديث، وله أوهام مات سنة٢٣٤هـ، على الصحيح. له ترجمة فى: تقريب التهذيب ٢/٣١٨ رقم ٧٦٩٧،وتهذيب التهذيب ١١/٣٠٠ رقم ٥٨٠، وسير أعلام النبلاء ١٠/٥١٩ رقم ١٦٨، وشذرات الذهب ٢/٨٢، والديباج المذهب ص ٤٣١ رقم ٦٠٨
(٢) الشيبانى: هو محمد بن الحسن الشيبانى صاحب أبى حنيفة، قال فى الميزان: لينه النسائى وغيره من قبل حفظه. وقال ابن عدى لم تكن له عناية بالحديث، وقد استغنى أهل الحديث عن تخريج حديثه وكان من بحور العلم قوياً فى مالك. له ترجمة فى: سير أعلام النبلاء ٩/١٣٤ رقم ٤٥، ولسان الميزان ٥/١٢١ رقم ٤١٠، ووفيات الأعيان ٤/١٨٤ رقم ٥٦٧، وشذرات الذهب ١/٣٢١، والمجروحين لابن حبان ٢/٢٧٥، والجرح والتعديل ٧/٢٢٧ رقم ١٢٥٣.

<<  <   >  >>