للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وعن عبد الله بن المبارك - رحمه الله - قال: "بَقِيُّة صُدَوُقُ اللِّسَانِ. ولكنَّهُ يَأْخُذُ عَمَّنُ أَقْبَلَ وأَدْبَرَ" (١) . وقال يحيى بن معين رحمه الله: "إنا لنطعن على أقوام لعلهم قد حطوا رحالهم فى الجنة منذ أكثر من مائتى سنة" (٢) قال السخاوى: "أى أناس صالحون، ولكنهم ليسوا من أهل الحديث" (٣) ويقول الإمام مالك: "لا يؤخذ العلم عن أربعة، ويؤخذ ممن سوى ذلك لا يؤخذ من رجل صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه، ولا سفيه معلن بالسفه، وإن كان من أروى الناس. ولا من رجل يكذب فى أحاديث الناس، وإن كنت لا تتهمه أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا من رجل له فضل وصلاح وعبادة لا يعرف ما يحدث" (٤) .

... وبلغ من دقة المحدثين فى تتبع صفات الراوى الثقة المقبول الرواية، تتبعهم لما يطرأ على ضبط الرواة من تغير، كمن ضعف حديثه فى بعض الأوقات دون بعض، ومن ضعف حديثه فى بعض الأماكن دون بعض، ومن ضعف حديثه عن بعض الشيوخ دون بعض (٥)

وصدق الإمام الشعبى: "والله لو أصبت تسعاً وتسعين مرة، واخطأت مرة لعدوا على تلك الواحدة (٦) .


(١) أخرج الآثار السابقة الإمام مسلم (بشرح النووى) المقدمة، باب بيان أن الإسناد من الدين وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات ١/١١٩ - ١٢٦، وانظر: توجيه النظر لابن حجر ص ٢٥.
(٢) أخرجه الخطيب فى الجامع لأخلاق الراوى ص ١٦٠.
(٣) الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ص ٦٩.
(٤) جامع بيان العلم ٢/٤٨، والكفاية ص٢٤٩، والجرح والتعديل ٢/٣٢، والإلماع ص ٦٠.
(٥) انظر: تفصيل ذلك فى شرح علل الترمذى ٢/٥٥٢ - ٦٧٢، وانظر: ضوابط الراوية عند المحدثين ص ١٢٢.
(٦) تذكرة الحفاظ ١/٧٧.

<<  <   >  >>