للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. يقول الأستاذ محب الدين الخطيب (١) - رحمه الله -: "قد يستغل بعض الفرق من أعداء الإسلام (٢) . هذا الحديث ليتخذوا منه مطعناً فى معاوية رضي الله عنه وليس فيه ما يساعدهم على ذلك، كيف وفيه أنه كان كاتب النبى صلى الله عليه وسلم؟!

... فالظاهر أن هذا الدعاء منه صلى الله عليه وسلم غير مقصود، بل هو مما جرت به عادة العرب فى وصل كلامها بلا نية كقوله صلى الله عليه وسلم: تربت يمينك.

ويمكن أن يكون ذلك منه صلى الله عليه وسلم بباعث البشرية التى أفصح عنها هو نفسه صلى الله عليه وسلم فى أحاديث كثيرة متواترة منها حديث عائشة – رضى الله عنها – مرفوعاً: "... أَوَ مَاَ عَلِمْتِ مَا شَرَطْتُ عَلَيْهِ رَبِىِّ؟ قُلْتُ: اللَّهُمَّ "إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَىُّ المُسْلِمِينَ لَعَنْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ، فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاَةً وَأَجْراً" (٣) .

ولم تعرف عن معاوية رضي الله عنه دخلة فى إيمانه ولا ريبة فى إخلاصه لإسلامه ولا فى إمارته.


(١) الخطيب هو: محب الدين الخطيب بن أبى الفتح محمد بن عبد القادر بن صالح الخطيب، من كبار الكتاب الإسلاميين، ولد فى دمشق وتعلم بها، أصدر مجليته (الزهراء) و (الفتح) ، وكان من أوائل مؤسسى جمعية الشبان المسلمين، وتولى تحرير مجلة الأزهر الشريف، وانشأ المطبعة السلفية ومكتبتها، من مؤلفاته: تاريخ مدينة الزهراء بالأندلس، وغير ذلك. مات سنة ١٩٦٩م. له ترجمة فى: الأعلام ٥/٢٨٢.
(٢) انظر: دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين صالح الوردانى ص ٢٦٤.
(٣) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب البر والصلة، باب من لعنة النبى صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه ٨/٣٩٦ رقم ٢٦٠٠، وانظر: البداية والنهاية ٨/١٢٢، ١٢٣ وانظر: العواصم من القواصم تعليق الأستاذ محب الدين الخطيب ص ٢١٣.

<<  <   >  >>