للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. "نذكر جميع هذه الشهادات، وقبلها الأحاديث النبوية فى فضل معاوية (١) ، مع اعترافنا يشهد الله بفضل على بن أبى طالب رضي الله عنه، وأنه أفضل منه والحق غالبه معه، وكل كان مجتهداً (٢) . وقد جاء فى الحديث الصحيح: "إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب؛ فله أجران، وإذا حكم فاجتهد، ثم اخطأ؛ فله أجر" (٣) .

... وقد أوردنا هذه الأمثلة القليلة التى لا يسع المقام لأكثر منها؛ ليعلم الناس أن الصورة الحقيقية لمعاوية رضي الله عنه تخالف الصورة الكاذبة التى يصورها الزنادقة من الرافضة ومن تابعهم من أعداء الإسلام، والسنة المطهرة، تلك الصورة التى تنكر ما جاء فى السنة المطهرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة، والتابعين، من الشهادة له بالصحبة، والفقه، والملك العادل، وحسن السيرة، حتى شهد له من أدركه كمجاهد والأعمش بأنه المهدى.


(١) لا يشك أحد فى أنه وضع فى فضائل معاوية وكذا الخلفاء الراشدون أحاديث كثيرة، ولكن أحصاها الأئمة، وبينوا الموضوع منها، من الصحيح، وقد عرض الحافظ ابن كثير لما ورد فى فضائل معاوية رضي الله عنه وميز الصحيح من الموضوع، انظر: البداية والنهاية ٨/١٢٠ – ١٤٧، وراجع: كتب الموضوعات باب المناقب. وانظر: مجمع الزوائد ٩/٣٥٦.
(٢) انظر: مقدمة ابن خلدون ص ٢٢٧، ومختصر التحفة الإثنى عشرية ٣٠٥ - ٣٢٤، والعواصم من القواصم ص ١٧٢ وما بعدها، ومنهاج السنة لابن تيمية ص ٢٠٥، والبداية والنهاية ٨/١٢٩.
(٣) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو اخطأ ١٣/٣٣٠ رقم ٧٣٥٢، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الأقضية، باب بيان أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ ٦/٢٥٤رقم١٧١٦ من حديث عمرو بن العاصرضي الله عنه

<<  <   >  >>