كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها

رابعا: شبهة أن الوضع وكثرة الوضاعين للحديث أضعفت الثقة بالسنة النبوية - ثالثا: الجواب عن اتهام الملوك والأمراء الأمويين العباسيين، فى دينهم - ص: 517

وأين ما زعمه أعداء الإسلام من استغلالهم لعلماء المسلمين فى وضع ما يوافق رغباتهم؟ نعم كان هناك من يتقرب إلى الملوك والأمراء بوضع ما يوافق فعلهم، ولكن هؤلاء الأدعياء لم يكونوا يمتون إلى العلم بصلة، وهم غير العلماء الذين نهضوا لجمع الحديث وتدوينه ونقده، وفى نفس الوقت لم يغفل الأمراء عن كذبهم كما حدث من غياث بن إبراهيم النخعى (١) مع الخليفة المهدى العباسى (٢) لما رآه يلعب بالحمام فحدثه بحديث أبى هريرة رضي الله عنه: "لا سبق إلا فى خف أو نصل أو حافر" وزاد فيه: "أو جناح" فأمر المهدى بعشرة آلاف درهم، فلما قام قال المهدى: أشهد أن قفاك قفا كذاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما استجلبت ذلك أنا فأمر بذبح الحمام فذبحت.

---

(١) غياث هو: ابن إبراهيم النخعى، الكوفى، اتفقوا على تركة، فهو كذاب خبيث، كما وصفه يحيى ابن معين. انظر: الضعفاء للنسائى ١٩٥ رقم ٥٠٩، والمجروحين لابن حبان ٢/٢٠٠، وميزان الاعتدال ٣/٣٣٧ رقم ٦٦٧٣، ولسان الميزان ٥/٤٢١ رقم ٦٥٥٦، والجرح والتعديل ٧/٥٧ رقم ٣٢٧، والكامل فى الضعفاء ٦/٨ رقم ١٥٥٤، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى ٢/٢٤٧ رقم ٢٦٨٩.وانظر: الباعث الحثيث للشيخ أحمد شاكر ص ٧١، فقد ذكر أنه فعل نحواً من ذلك مع الخليفة الرشيد.
(٢) انظر: مجلة كلية الدعوة بليبيا العدد ٨ ص ٥٦٨ تعليق الأستاذ الصديق بشير على الفصل الثالث من دراسات محمدية لجولدتسهير، والذى اتهم فيه الخليفة المهدى بأن ابن عدى عده فى قائمة الوضاعين" وتحريف جولدتسهير لهذا النص، الذى فهم منه ذلك.