للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. العصمة فى اللغة: المنع والحفظ والوقاية. يقال عصمته فانعصم واعتصمت بالله: إذا امتنعت بلطفه من المعصية، وهذا طعام يعصم أى: يمنع من الجوع، ومنه قوله تعالى - على لسان ابن نوح عليه السلام -: {سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ} (١) أى يمنعنى من تغريق الماء، ويقال دعى إلى مكروه فاستعصم. أى امتنع وأبى وطلب العصمة منه، قال تعالى حكاية عن امرأة العزيز حين راودت يوسف عليه السلام عن نفسه: {وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ} (٢) أى تأبى عليها ولم يحبها إلى ما طلبت (٣) . ...

... وفى الاصطلاح: حفظ الله للمكلف من الذنب، مع استحالة وقوعه من المحفوظ، والمراد عصمتهم - أى الأنبياء - من ذلك ظاهراً وباطناً، فالله تعالى عصم ظاهرهم من الزنا، وشرب الخمر، والكذب، وغير ذلك، وعصم باطنهم من الحسد، والرياء وحب الدنيا إلى غير ذلك من منهيات الباطن" (٤) .

... وقيل فى تعريفها: هى خُلُق، مانع عن ارتكاب المعصية، غير ملجئ إلى تركها، فلا يكون مضطراً فى ترك المعصية (٥) .


(١) الآية ٤٣ من سورة هود.
(٢) جزء من الآية ٣٢ من سورة يوسف.
(٣) انظر: لسان العرب ١٢/٤٠٣، والقاموس المحيط ٤/١٥١، والمصباح المنير ٢/٥٦٦، وانظر: حجية السنة للدكتور عبد الغنى عبد الخالق ص ٨٧ هامش.
(٤) حاشية البيجورى على الجوهرة ص ١٦٠.
(٥) دراسات أصولية فى السنة للدكتور محمد إبراهيم الحفناوى ص١٩، ٢٠، وانظر: البحر المحيط للزركشى ٤/١٦٩-١٧٢، وإرشاد الفحول ١/١٥٩-١٦٤.

<<  <   >  >>