للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. ولا يصح أن يقال: إن عملهم هذا كان بمحض عقولهم واجتهادهم. إذ العقل لا يهتدى إلى وجوب التوجه إلى قبلة "ما" فى الصلاة، فضلاً عن التوجه إلى قبلة معينة، وفضلاً عن أن النبىصلى الله عليه وسلمكان أثناء صلاته إلى بيت المقدس راغباً كل الرغبة فى التوجه إلى الكعبة المشرفة

... إذن: كان التوجه إلى بيت المقدس بوحى غير القرآن وهو السنة المطهرة (١) . ومن الأدلة على أن السنة النبوية وحى من عند الله من السنة نفسها قوله صلى الله عليه وسلم لوالد الزانى بامرأة الرجل الذى صالحه على الغنم والخادم، والذى نفسى بيده لأقضين بينكما بكتاب الله الوليدة والغنم رد. وعلى ابنك جلد مائة، وتغريب عام" (٢) ، وليس فى القرآن المتلوا إلا الجلد مائة، ومن ذلك أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يستبطئن أحد منكم رزقه". إن جبريل عليه السلام ألقى فى روعى أن أحداً منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه، فاتقوا الله أيها الناس، وأجملوا فى الطلب، فإن استبطأ أحد منكم رزقه؛ فلا يطلبه بمعصية الله، فإن الله لا ينال فضله بمعصية" (٣) .


(١) حجية السنة للعلامة الدكتور عبد الغنى ص ٣٣٦ بتصرف.
(٢) سبق تخريجه ص ٢٢٢.
(٣) أخرجه الحاكم فى المستدرك كتاب البيوع٢/٥رقم ٢١٣٦من حديث ابن مسعود وسكت عنه هو والذهبى، وأخرجه الحاكم فى نفس الأماكن السابقة من حديث جابر بن عبد اللهرضي الله عنه وصححه على شرط الشيخين، وأقره الذهبى، وانظر: الرسالة للإمام الشافعى ص٩٣فقرة رقم٣٠٦.

<<  <   >  >>