سادتهم، واختاروا ما أشربت قلوبهم، ثم ينسبون نفوسهم بعد ذلك أو ينسبهم الناس إلى الإسلام. والحديث واضح صريح، لا يعارض نصاً، ولا يدل على عدم الاحتجاج بالسنة فى كل شأن، وإنما كان فى قصة تلقيح النخل أن قال لهم:"ما أظن ذلك يغنى شيئاً" فهو لم يأمر ولم ينه، ولم يخبر عن الله، ولم يسن فى ذلك سنة حتى يتوسع فى هذا المعنى إلى ما يهدم به أصل التشريع (١) أ. هـ.
... ومن اجتهاد النبى صلى الله عليه وسلم، وقوله "أنتم أعلم بأمر ديناكم"، ذهب بعض علماء المسلمين الأجلاء إلى تقسيم السنة النبوية المطهرة إلى قسمين:
١- سنة تشريعية ملزمة ودائمة.
٢- سنة غير تشريعية غير ملزمة ولا دائمة.
... وقصدوا بغير التشريع ثلاثة أنواع:
١- ما سبيله سبيل الحاجة البشرية، كالأكل والشرب والنوم والمشى والتزاور ... إلخ.
٢- ما سبيله سبيل التجارب والعادة الشخصية أو الاجتماعية، كالذى ورد فى شئون الزراعة والطب، وطول اللباس وقصره.
(١) انظر: مسند الإمام أحمد ٢/١٧٧ رقم ١٩٣٥ هامش، وانظر: الرد القويم على المجرم الأثيم للشيخ التويجرى ص ١٣٣-١٣٦.