للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. ثم قال الإمام الشاطبى: "وقول من زعم (١) أن قوله تعالى فى الإماء: {فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} (٢) لا يعقل مع ما جاء فى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم رجم، ورجمت الأئمة بعده؛ لأنه يقتضى أن الرجم ينتصف، وهذا غير معقول، فكيف يكون نصفه على الإماء؟

هذا ذهاباً منهم إلى أن المحصنات هن ذوات الأزواج، وليس كذلك، بل المحصنات هنا المراد بهن الحرائر، بدليل قوله أول الآية: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} (٣) وليس المراد هنا إلا الحرائر؛ لأن ذوات الأزواج لا تنكح" (٤) أ. هـ.

وبعد


(١) حكاية منه عن أهل الابتداع قديماً، وتابعهم حديثاً. توفيق صدقى فى مقاله "الإسلام هو القرآن وحده"، انظر: مجلة المنار المجلد ٩/٥٢٣، ٥٢٤، وأحمد حجازى السقا فى كتابيه إعجاز القرآن" ص ٧٩، ودفع الشبهات ص ١٠٨، والسيد صالح أبو بكر فى الأضواء القرآنية ص ٣١٣،٣١٤، ومصطفى المهدوى فى البيان بالقرآن ١/٣٣٤، ٣٥٦، ونيازى عز الدين فى دين السلطان ص٩٤٨ وما بعدها، وأحمد صبحى منصور فى لماذا القرآن ص١١٢ وغيرهم.
(٢) جزء من الآية ٢٥ من سورة النساء.
(٣) الآية ٢٥ من سورة النساء.
(٤) الاعتصام ٢/٥٠٩، ٥٦٠، وانظر: نظرة القرآن إلى الجريمة والعقاب للدكتور محمد عبد المنعم القيعى، وعقوبة الحد فى ضوء القرآن الكريم وأثرها فى إصلاح المجتمع للدكتور محمد زواوى عبد الله، ومنهاج السنة فى الحدود وأثره فى صلاح المجتمع للدكتور عبد المنعم عطية.

<<  <   >  >>