للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وقل ابن حزم: "القسم الثانى من الأخبار ما نقله الواحد عن الواحد، فهذا إذا اتصل برواية العدول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب العمل به، ووجب العلم بصحته أيضاً (١) .

... وقال أبو الحسين محمد بن على الطيب المعتزلى: "ذهب جل القائلين بأخبار الآحاد إلى قبول الخبر، وإن رواه واحد" (٢) .

... وقال الإمام النووى: "الذى عليه جماهير المسلمين، من الصحابة والتابعين، فمن بعدهم من المحدثين والفقهاء، وأصحاب الأصول: أن خبر الواحد الثقة حجة من حجج الشرع، يلزم العمل بها، ويفيد الظن، ولا يفيد العلم، وأن وجوب العمل به، عرفناه بالشرع لا بالعقل" (٣) .

... وقال الإمام ابن دحية (٤) : "وعلى قبول خبر الواحد الصحابة والتابعون وفقهاء المسلمين، وجماعة أهل السنة يؤمنون بخبر الواحد، ويدينون به فى الاعتقادات" (٥) أ. هـ.


(١) الإحكام لابن حزم ١/١٠٦، ١٣٥.
(٢) المعتمد فى أصول الفقه ٢/١٣٨.
(٣) انظر: المنهاج شرح مسلم، المقدمة، باب صحة الاحتجاج بالحديث المعنعن ١/١٧٠.
(٤) ابن دحية: هو أبو الخطاب، عمر بن الحسن أبو الخطاب بن دحية الأندلسى المحدث، يلقب بذى النسبين، نسبة إلى دحية الكلى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى الحسين بن على رضي الله عنه. كان بصيراً بالحديث معتنياً به معروفاً بالضبط، له حظ وافر من اللغة. من مصنفاته: الابتهاج فى أحاديث المعراج، والعلم المشهور فى فضائل الأيام والشهور. وغير ذلك مات سنة ٦٣٣هـ. له ترجمة فى: تذكرة الحفاظ ٤/١٤٢٠ رقم ١١٣٦، وطبقات الحفاظ للسيوطىص ٥٠١ رقم ١١٠٢، ولسان الميزان ٥/١٦٣، رقم ٦٠٨٦، ووفيات الأعيان ٣/٤٤٨ رقم ٤٩٧، وطبقات علماء الحديث لابن عبد الهادى ٤/٢٠٢ رقم ١١٥.
(٥) انظر: الابتهاج فى أحاديث المعراج ص ٧٨.

<<  <   >  >>