للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الإمام الشافعى: "مثل الذى يطلب الحديث بلا سند كمثل حاطب ليل" (١) وسبق قول ابن حزم: "نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبى صلى الله عليه وسلم مع الاتصال خص الله به المسلمين دون سائر الملل، أما مع الإرسال والإعضال ... والنقل بالطريق المشتملة على كذاب، أو مجهول الحال فكثير من نقل اليهود والنصارى..." (٢) .

... لكل ما سبق اهتم المسلمون بالإسناد "وقد نشأ عن اهتمامهم به ووضوح أهميته فى تلقى المنقول: أن اشترط "الإسناد" فى تلقى سائر العلوم الإسلامية، كالتفسير، والفقه، والتاريخ، والرجال، والأنساب، واللغة، والنحو، والأدب، والشعر، والحكايات، حتى دخل فى سياق الكلمة الواحدة من أخبار الحمقى والمغفلين، وأخبار المضحكين ... ، كما دخل فى سياق الكلمة الواحدة فى التفسير، كما تراه فى "تفسير الإمام ابن جرير الطبرى" وكما تراه فى كتاب الخطيب البغدادى: "التطفيل وحكايات الطُّفَيليين" و "البخلاء" وكتب ابن الجوزى: "أخبار الحمقى والمغفلين"، و"أخبار الأذكياء"، و"ذم الهوى"، و"اللُّقَط فى حكايات الصالحين"، فتراه فى هذه الكتب يسوق سنداً طوله ثلاثة أسطر أو أكثر، من أجل نقل جملة صغيرة أو كلمة واحدة عن قائلها" (٣) .


(١) ذكره الزرقانى فى شرح المواهب اللدنية ٥/٤٥٣، والمناوى فى فيض القدير ١/٤٣٣.
(٢) الفصل فى الملل والنحل ٢/٨١ –٨٤ بتصرف، وانظر: تدريب الراوى ٢/١٥٩، ولمزيد من معرفة فضل الإسناد انظر: فتح المغيث للسخاوى ٣/٥-٧، وتدريب الراوى ٢/١٥٩، ١٦٠، ومعرفة علوم الحديث للحاكم ص ٦، والأجوبة الفاضلة للكنوى ص ٢١، ٢٢.
(٣) لمحات من تاريخ السنة وعلوم الحديث للأستاذ عبد الفتاح أبو غدة ص١٤٣،١٤٤ بتصرف يسير.

<<  <   >  >>