للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. لا يجوز أن نجعل اختلاف القراءات معركة جدال ونزاع وشقاق، ولا مثار تردد وتشكيك وتكذيب، ولا سلاح عصبية وتنطع وجمود. على حين أن نزول القرآن على سبعة أحرف إنما كانت حكمته من الله التيسير، والتخفيف، والرحمة، والتهوين على الأمة، فما يكون لنا أن نجعل من هذا اليسر عسراً، ومن هذه الرحمة نقمة! ٠ يرشد إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "الجدال فى القرآن كفر" (١) وكذلك تغير وجهه الشريف عند اختلافهم وقوله لهم: "إنما أهلك من قبلكم الاختلاف" (٢) . وضربه فى صدر أُبَى بن كعب رضي الله عنه، حين جال بخاطره حديث السوء فى هذا الموضوع الجليل. الذى زلت فيه بعض الأقدام، وكثر فيه القيل والقال، إلى حدٍ كاد يطمس أنوار الحقيقة" (٣)

أ. هـ.

والله تبارك وتعالى

أعلى وأعلم


(١) أخرجه أبو داود فى سننه كتاب السنة، باب النهى عن الجدل فى القرآن٤/١٩٩ رقم٤٦٠٣، والحاكم فى المستدرك كتاب التفسير ٢/٢٤٣ رقمى ٢٨٨٢، ٢٨٨٣ من حديث أبى هريرة، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبى. وانظر: الأحرف السبعة فى القرآن ومنزلة القراءات منها للدكتور حسن ضياء الدين مبحث "الأحرف السبعة خصيصة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم" ص١٤٥، ١٤٦، ومبحث "الأحرف السبعة ميزة للقرآن على الكتب السماوية" ص ١٤٦، وانظر: الكواكب النيرات فى أثر السنة النبوية على القراءات للدكتور علام بن محمد بن علام ص ١٦، ٧٢، ٧٣، وأثر القراءات فى الدراسات النحوية للدكتور عبد العال سالم على ص٧٧-٢٠٠.
(٢) أخرجه الحاكم فى المستدرك كتاب التفسير ٢/٢٤٣ رقم ٢٨٨٥، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبى. وانظر: الشريعة للآجرى ص ٦٧ وما بعدها.
(٣) انظر: مناهل العرفان ١/١٤٠ - ١٤٥، ومزيد من الدفاع عن الطعون الموجهة إلى الحديث انظر: الشيعة الإثنى عشرية ومنهجهم فى التفسير لفضيلة الدكتور محمد العسال، ص١٣١-١٤٠، والقرآن والقراءات والأحرف السبعة الحقيقة - العلاقة - صحة النقل لفضيلة الأستاذ الدكتور عبد الغفور محمود جعفر، ورسم المصحف العثمانى وأوهام المستشرقين فى قراءات الكريم للدكتور عبد الفتاح شلبى، والقراءات فى نظر المستشرقين والملحدين للشيخ عبد الفتاح القاضى، وأثر القراءات فى الدراسات النحوية للدكتور عبد العال سالم على ص ٩ -٧٣.

<<  <   >  >>