للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتضمَّنَتْ الآيتان أربعةَ أمورٍ، هي المطالب العالية:

١ - ذكرَ أَعْلَى الغايات؛ وهو الوصول إلى الله سبحانه.

٢ - وأقربَ الطُّرُقِ والوسائلِ إليه، وهي طريقة الهُدَى.

٣ - وتوحيدَ الطريقِ؛ فلا يُعدَلُ عنها إلى غيرها.

٤ - وتوحيدَ المطلوبِ، وهو الحقُّ، فلا يُعدَل عنه إلى غيره.

فاقْتَبِسْ هذه الأمور من مشكاةِ هذه الكلمات، فإنَّ هذا غاية العلم والفهم، وَبالله التوفيق.

والهُدَى التَّامُّ يتضمَّنُ: توحيدَ المطلُوبِ، وتوحيدَ (١) الطَّلَبِ، وتوحيدَ الطريقِ المُوصِلة.

والانقطاعُ وتخلُّفُ الوصولِ يقع من (٢) الشركة في هذه الأمور، أو في بعضها:

فالشركة في المطلوب تنافي التوحيد والإخلاص، والشركة في الطلب تنافي الصِّدْقَ والعزيمة، والشركة في الطريق تنافي اتِّبَاعَ الأمر.

فالأوَّل: يوقع في الشِّرْكِ، والرِّيَاء.

والثاني: يوقع في المعصيةِ، والبَطَالَةِ.

والثالث: يوقع في البدعةِ، ومُفَارَقَةِ السُّنَّةِ، فتأمَّلْهُ.


(١) "المطلوب، وتوحيد" ملحق بهامش (ز).
(٢) في (ك): مع.

<<  <  ج: ص:  >  >>