كتاب "التبيان" جمع عدَّة صفاتٍ جعلت له الريادة في بابه، فمنها:
١ - تفرُّد الكتاب بأقسام القرآن تحليلًا وتفسيرًا.
٢ - شمول الكتاب واستيعابه لموضوعه.
٣ - قوَّة مادته العلمية وثراؤها.
٤ - جلالة مؤلِّفه وشهرته بين العلماء، فهو مِلْءُ السمع والبصر.
ولأجل ذلك احتفى به العلماء والأئمة، واستفادوا منه بما يناسب حاجتهم، وتناولوه - من عصر المؤلِّف إلى يومنا هذا - بطرقٍ شتى؛ فمن ذلك:
* أنَّ منهم من اختصره وهذَّبه كما فعل شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن طولون الدمشقي الحنفي الصالحي (٩٥٣ هـ)، حيث اختصر الكتاب مع الحفاظ على ألفاظ المؤلِّف وعباراته، وحذف استطراداته، وسمَّاه:"خلاصة التبيان في أيمان القرآن".
وأيضًا قام العلامة أحمد بن محمد القسطلاني (٩٢٣ هـ) بتلخيص ما يتعلق برسالة الرسول ﷺ ونبوَّته من الأقسام القرآنية في النوع الخامس من كتابه "المواهب اللَّدُنية"(٣/ ١٨٧ - ٢١٦)، حيث قال:"وهذا النوع - أعزَّك الله - لخَّصتُ أكثره من كتاب "أقسام القرآن" للعلامة ابن القيم، مع زيادات من فرائد الفوائد".
* ومنهم من اقتبس منه مواضع، ونقل مقاطع متفرقة؛ رصَّع كتابه بها إفادةً وإشادةً، كما فعل ذلك: