للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قليلًا" (١).

وقد رواه ابن حِبَّان في "صحيحه" (٢)، ومالك في "موطئه" (٣) وفي المسألة آثارٌ أُخَرُ مذكورةٌ في غير هذا الموضع.

فصل

ودلَّت الآيةُ - بإشارتها وإيمائها - على أنَّه لا يُدْرِك معانيه ولا يفهمه إلا القلوب الطاهرة، وحرامٌ على القلب المتلوِّث بنجاسة الباع والمخالفات أن ينال معانيه، وأن يفهمه كما ينبغي.

قال البخاري في "صحيحه" (٤) في هذه الآية: "لا يجد طعمه إلا مَنْ آمَنَ به".

وهذا - أيضًا - من إشارة الآية وتنبيهها، وهو أنَّه لا يَلْتَذُّ به وبقراءته وفهمه وتدبُّرِه إلا مَنْ شَهِدَ أنَّه كلام الله، تكلم به حقًّا، وأنزله على رسوله وحيًا، ولا ينال معانيه إلا من لم يكن في قلبه حَرَجٌ منه بوجهٍ من


(١) "التمهيد" (١٧/ ٣٩٦ - ٣٩٧)، و"الاستذكار" (٨/ ١٠).
(٢) "الإحسان" (١٤/ ٥٠٤) رقم (٦٥٥٩).
(٣) "الموطأ" (١/ ٢٧٥) رقم (٥٣٤)، وهو مرسل.
ومن طريقه أخرجه: الشافعي في "الأم" (٧/ ١٨٥)، وأبو داود في "المراسيل" رقم (٩٣)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (١/ ٣١٨)، والبغوي في "شرح السُّنَّة" (٢/ ٤٧) رقم (٢٧٥).
(٤) كتاب التوحيد، باب: "قل فأتوا بالتوراة فاتلوها". "الفتح" (١٣/ ٥١٧).
وهذا قول الفَرَّاء في "معاني القرآن" (٣/ ١٣٠) وعنه نقله من جاء بعده، كالبغوي في "معالم التنزيل" (٨/ ٢٣)، والماوردي في "النكت والعيون" (٥/ ٤٦٤)، وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>