أنشأ ابن القيم ﵀ هذا الكتاب للكلام عن الأيمان، وخصَّه بالأيمان والأقسام الواردة في القرآن الكريم، وتكلَّم عمَّا يلحق هذه الأيمان من لواحق وتوابع، وأفصح عن ذلك كلِّه في مقدِّمة كتابه حيث قال:
"فهذا كتابٌ صغير الحجم، كبير النفع، فيما وقع في القرآن العزيز من الأيمان والأقسام، والكلام عليها يمينًا، وارتباطها بالمقسَم عليه، وذكر أجوبة القَسَم المذكورة والمقدَّرة، وأسرار هذه الأقسام، فإنَّ لها شأنًا عظيمًا يعرفه الواقف عليه في هذا الكتاب"(١).
فتبيَّن من خطبة المؤلِّف هذه غرضه من تأليفه، وموضوعه الذي سيدور حوله ويتحدَّث عنه، وهو عدة أمور:
أوَّلها: الأيمان والأقسام الواردة في القرآن الكريم خاصةً.
وثانيها: تحقيق كون هذه الأيمان والأقسام كذلك.
وثالثها: ارتباط هذه الأيمان بالمقسَم عليه، وبيان التناسب بينها.
ورابعها: ذكر أجوبة القَسَم سواء كانت مذكورة أو مقدَّرة.
وخامسها: ما يتعلق بهذه الأيمان من الأسرار والحِكَم والغايات.
فأمَّا الأمور الأربعة الأخيرة فاستوفاها إلى الغاية بل وأربى، وأتى فيها بكل ما يُستملح بل وأحلى، فأفاد وأجاد.