للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأرواح الشيطانية عند إقبال الليل (١)، وينشر الأرواح الإنسانية عند إقبال النَّهار، فيُحْدِثُ هذا الانتشارُ في العالَم أثَرَهُ = شرَعَ - سبحانه - في هذين الوقتين هاتين الصلاتين العظيمتين، مع ما في ذلك من ذكره عند هاتين الآيتين المتعاقبتين، وعند انصرام إحداهما واتصال الأخرى بها، مع ما بينهما من التضادِّ والاختلاف، وانتقال الحيوان عند ذلك من حالٍ إلى حالٍ، ومن حكمٍ إلى حكمٍ، وذلك مبدأٌ ومَعَادٌ يوميٌّ، مشهودٌ للخَلِيقَةِ كُلَّ يومٍ وليلةٍ، فالحيوان والنَّبَات في مبدأ ومَعَادٍ، وزمانُ العالَم في مبدأ (٢) ومَعَادٍ، ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (١٩)[العنكبوت: ١٩].

فصل

وقوله تعالى: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (١٩)[الانشقاق: ١٩]؛ الظاهر أنَّه جوابُ القَسَم، ويجوز أن يكون من القَسَمِ المحذوفِ جوابُهُ، و"لتركَبُنَّ" وما بعده مُسْتأْنَفٌ.

وقُرِئَ "لَتَرْكَبُنَّ" بضم "الباء" للجَمْع، و"لَتَرْكَبَنَّ" بفتحها (٣).

فمن فَتَحَها؛ فالخطاب عنده للإنسان، أي: لتركَبَنَّ أيُّها الإنسانُ.


(١) هذه العبارة بكاملها سقطت من (ز).
(٢) في (ز): المبدأ.
(٣) قرأ: ابن كثير، وحمزة، والكسائي بالفتح، وقرأ الباقون بالضم.
انظر: "إعراب القراءات" لابن خالويه (٢/ ٤٥٥)، و"الموضح" لابن أبي مريم (٣/ ١٣٥٥)، و"النشر" (٢/ ٣٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>