للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأفضلُه (١).

والله - سبحانه - وصف نفسَهُ بـ "الكَرَم"، ووصف به كلامه، ووصف به عرشه، ووصف به ما كَثُرَ خيره، وحَسُنَ مَنْظَرُه من النَّبَات وغيره (٢).

وكذلك فسَّرَ السلفُ "الكريم" بـ: الحَسَن، قال الكلبي: ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ﴾ أي: حَسَنٌ كريمٌ على الله".

وقال مقاتل: "كرَّمَهُ اللهُ وأعزَّهُ؛ لأنَّه كلامه" (٣).

وقال الأزهري (٤): "الكريم: اسمٌ جامعٌ لما يُحْمَدُ، والله كريمٌ حميدُ الفِعَال. وإنَّه لقرآنٌ كريمٌ يُحْمَد، لما فيه من الهُدَى والبيان والعلم


(١) انظر: "تفسير أسماء الله الحُسْنَى" للزجَّاج (٥٠)، و"شأن الدعاء" للخطَّابي (٧٠)، و"مفردات الراغب" (٧٠٧).
(٢) قال تعالى: ﴿فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (٤٠)﴾ [النمل: ٤٠]، ﴿ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٢٧)﴾ [الرحمن: ٢٧]، ﴿فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (١١٦)﴾ [المؤمنون: ١١٦]، ﴿فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (١٠)﴾ [لقمان: ١٠]، ﴿وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (٢٦)﴾ [الدخان: ٢٦]، ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (٢٤)﴾ [الذاريات: ٢٤]، ﴿بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (٢٦)﴾ [الأنبياء: ٢٦]، ﴿كِرَامًا كَاتِبِينَ (١١)﴾ [الانفطار: ١١]، وغير ذلك من الآيات.
(٣) "تفسيره" (٣/ ٣١٧)، ونقله عنه الواحدي في "الوسيط" (٤/ ٢٣٩).
(٤) هو محمد بن أحمد بن الأزهر الهروي، أبو منصور الأزهري، كان رأسًا في اللغة والفقه، ثبتًا دينًا ثقةً، صنف كتاب "تهذيب اللغة" المشهور، و"علل القراءات"، و"تفسير ألفاظ المزني"، وغير ذلك، توفي سنة (٣٧٠ هـ) .
انظر: "نزهة الألباء" (٣٢٣)، و"السير" (١٦/ ٣١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>