للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجانب الأيمن؟

قيل: ليتَّسِعَ المكان على "الطِّحَال"، حيث كان أخفض موضعًا من "الكبد".

فإن قيل: فلِمَ جُعِلَت مستطيلةً مدوَّرَةً، وجُعِلَت ممَّا يلي الصُّلْب مسطَّحةً؟

قيل: لمَّا وضعَها اللهُ - سبحانه - بين "الكبد" و"الطِّحَال" جعلها مستطيلةً، وكانت مستديرةً لِيَتَّسِعَ الموضع (١) للطعام وللشراب، وكان أسفلُها أوسعَ من أعلاها لذلك، وجعل لها مدخلًا وهو "المَرِيء"، ومخرجًا يسمَّى: "البوَّاب". وجعل "البوَّاب" أضيق من "المَرِيء"؛ لأنَّ ما تبتلعه يكون أصْلَب وأخْشَن ممَّا تُخْرِجُه، فجعل مَدْخَلَ الداخل أوسع من مَخْرَج الخارج لانطباخه في "المعدة" وَلِينِه. ولِحِكَمٍ أُخرى:

١ - منها أن لا يَزِلَّ الطعام والشراب منه قبل نُضْجِه وانطباخِه (٢).

٢ - ولتقوى "المعدة" على حَبْسِه.

٣ - وليخرج أوَّلًا فأوَّلًا، لا دَفْعةً واحدةً.

و"المريءُ" يتَّسع بالتدريج حتَّى يبلغ "المعدة"، ولذلك يُظَنُّ أنَّه جزءٌ منها. وأمَّا "البوَّاب" فإنَّ الجزء الضيق منه يتَّصِلُ بأسفلها الذي هو أوسعها، ثُمَّ يتَّسع على التدريج ليسهُلَ (٣) خروجُ الفَضْلة.


(١) ساقط من (ح) و (م).
(٢) في (ح) و (م): واناه!
(٣) من (ح) و (م)، وفي باقي النسخ: ليتسهل.

<<  <  ج: ص:  >  >>