كتاب التبيان في أيمان القرآن - ط عطاءات العلم

فصل: ذهب بعضهم إلى أن الطحال لا نفع فيه، وفيه تفصيل - منافع الطحال - ج: الكتاب - ص: 564

وفي "الطِّحَال" من المنافع: أنَّه يجذب الفَضْلَةَ الغليظةَ العَكَرِيّةَ (١) السوداءَ من "الكبد" - نوعًا من جنس "العُرُوق" كالعنق (٢) له -، فإذا حُصِّلَتْ تلك الفَضْلَة عنده أَنْضَجَها وأَحَالَها. وهو يُنْضِجُ غليظَ "الدَّم" وعَكِرَهُ، كما يُنْضِجُ "القُولُون" (٣) غليظَ الغذاء ويابِسَهُ.

ويستعمل في فعله "العُرُوق الضَّوَارب" الكثيرة الكبيرة المبثوثة فيه كلِّه، فما نضج واستحال إلى طبيعته صار غذاءً له، وما لم يمكن أن ينقلب إلى "الدَّم" الموافق له قَذَفَهُ إلى "المعدة" بِعُنُقٍ آخر من جنس "العُرُوق".

وإنَّما أمكنه جَذْبُ الفَضْل الأسود بقوَّة لحمه؛ لأنَّه رِخْوٌ مُتَحَلْحِلٌ نحيفٌ كالإسفَنْج.

وإنَّما اتصلت به "العُرُوق الضَّوَارب" الكثيرة ليستعين بها على (٤) إنضاج الفُضُول السُّود، وليبقى لحمه خفيفًا مُتَحَلْحِلًا؛ لأنَّ دم "الشرايين" رقيقٌ لطيفٌ، قريبٌ [من] (٥) طبيعة البخار. فما اغتذى به كان نحيفًا كـ "الرِّئة"، ولكنَّ "الرِّئة" تتغذَّى بما صَفَا ورَقَّ وأَشْرَقَ، وكان أحمر

---

(١) من (ح) و (م)، وفي باقي النسخ: الكريهة!
و"العَكَرُ" - محرَّكَة -: دُرْدِيُّ كلِّ شيء، وخاثِرُه وراسِبُه المختلط.
انظر: "مختار الصحاح" (٤٧٣)، و"القاموس" (٥٧٠).
(٢) تصحفت في (ك) و (ط) إلى: كالنعق!
(٣) "القُولُون": هو المِعَى الغليظ الضيِّق الذي يتصل بالمستقيم.
انظر: "المعجم الوسيط" (٢/ ٧٦٧).
(٤) في (ح) و (م): استغنى بها عن.
(٥) زيادة يقتضيها السياق.