للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعداءً له يُنْفِذُ فيهم غَضَبَهُ، فما ابتُلِيَ بصفةٍ من الصفات إلا وجُعِلَ له مَصْرِفٌ ومَحَلٌّ يُنْفِذُها فيه. فجُعِلَ لقوَّة الحَسَدِ (١) فيه مَصْرِفُ المنافسة في فِعْلِ الخير، والغِبْطَةِ عليه، والمسابقةِ إليه.

ولقوَّة الكِبْرِ التكبُّرُ على أعداء الله - تعالى - وإهانتهم، وقد قال النبيُّ لمن رآه يختال (٢) بين الصَّفَّين في الحرب: "إنَّهَا لمِشْيَةٌ يبغِضُها اللهُ إلا في هذا المَوطِنِ" (٣). وقد أمر الله - سبحانه - بالغِلْظَة على أعدائه.

وجَعَلَ لقوَّة الحِرْصِ مَصْرِفًا، وهو الحرصُ على ما ينفع، كما قال النبيُّ : "احرص على ما ينفعك" (٤).


(١) في (ك) و (ح) و (م) و (ط): الجَسَد!
(٢) من (م)، وفي باقي النسخ: تَخَايَل.
(٣) أخرجه: ابن إسحاق في "السيرة" رقم (٥٠٥)، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" (٣/ ٢٣٣ - ٢٣٤)، والطبراني في "المعجم الكبير" رقم (٦٥٠٨)، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" رقم (٣٦٤٢).
وفي إسناده ضعف، وقال الهيثمي عن إسناد الطبراني: "وفيه من لم أعرفه". "مجمع الزوائد" (٦/ ١٠٩).
لكن الحديث يتقوى ببعض الأحاديث التي تؤيد معناه، وقد بوَّب ابن أبي عاصم في "كتاب الجهاد" (٢/ ٦٧٤): "الاختيال بين الصفَّين". وانظر: تخريج هذه الآثار لمحققه: مساعد بن سليمان الراشد الحميد (٢/ ٦٧٤ - ٦٧٨)، فقد أجاد.
وأصل القصة في "صحيح مسلم" رقم (٢٤٧٠) وغيره، بدون هذه الزيادة.
والذي كان يختال بين الصفين هو: أبو دُجَانَة؛ سِمَاك بن خَرَشَة الساعدي .
(٤) جزء من حديث أبي هريرة ؛ أخرجه مسلم في "صحيحه" رقم (٢٦٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>