كتاب التبيان في أيمان القرآن - ط عطاءات العلم

فصل: قسمه سبحانه على عاقبة الإنسان هو قسم على الجزاء - جواب القسم في "ص" محذوف، هذا قول أكثر المفسرين - ج: الكتاب - ص: 18

قال: "واحتجَّ صاحبُ هذا القول بأنَّ هذا النَّظْمَ وإن لم يكن للعرب فيه أصلٌ، ولا لها فيه رسمٌ، فيحتمل أن يكون نظمًا أحدثه الله ﷿، لما بينَّا من احتمال "بل" بمعنى "إنَّ"" انتهى (١).

وقال أبو القاسم الزجَّاجيُّ (٢): "قال النحويون: إنَّ "بَلْ" تقع في جواب القَسَم، كما تقع "إنَّ"؛ لأنَّ المراد بها توكيد الخبر" (٣).

وهذا القول اختيار أبي حاتم (٤)، وحكاه الأخفش (٥) عن الكوفيين.

---

(١) نقل بعضه الزركشي في "البرهان" (٣/ ٢٦٣).
وانظر: "تذكرة النُّحَاة" لأبي حيَّان (٥٦٦)، و"جواهر الأدب" للإربلي (٢٧٦).
(٢) هو عبد الرحمن بن إسحاق، البغدادي الزجَّاجي، العلامة النحوي، صاحب كتاب "الجُمَل" وهو كتابٌ مباركٌ ما اشتغل به أحدٌ إلا انتفع به، توفي بطبريَّة سنة (٣٤٠ هـ)، وقيل غير ذلك ﵀.
انظر: "البلغة" (١٢١)، و"إنباه الرواة" (٢/ ١٦٠).
(٣) نقله عنه - أيضًا - الزركشي في "البرهان" (٣/ ٢٦٣).
(٤) هو أبو حاتم السجستاني، سهل بن محمد بن عثمان الجُشَمي، المقرئ النحوي اللغوي، كان جمَّاعةً للكتب يتجر فيها، حدَّث عنه أبو داود، والنسائي، والبزار، وغيرهم، توفي بالبصرة سنة (٢٥٥ هـ)، وقيل غير ذلك ﵀.
انظر: "إنباه الرواة" (٢/ ٥٨)، و"السير" (١٢/ ٢٦٨).
(٥) هو أبو الحسن، سعيد بن مَسْعدة المجاشعي، المشهور بـ "الأخفش الأوسط"، ويقال له: "الأخفش الراوية"، من أجلِّ أصحاب سيبويه، وشارح كتابه، له كتاب: "المسائل الكبير"، و"تفسير معاني القرآن"، وغير ذلك، توفي بالبصرة سنة (٢١٥ هـ)، وقيل غير ذلك ﵀.
انظر: "نزهة الألباء" (١٣٣)، و"إنباه الرواة" (٢/ ٣٦).