للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهلها، ولم ينبؤهم ولم يشنوا الغارة عليهم حتى يعلموا إلى غير ذلك من الآداب التي يحتاجون إلى معرفتها سوى ما يعلمهم، أو يخشى أن يكون فيهم من لا يعلمه ما يلزم، ويحل أو يحرم من أمر القتل والأسر والنعم، والقسم وعزل الخمس، ومن بسهم له أو لا بسهم، ومن رسخ والفرق بين الفارس والراجل ونحو ذلك كما يعلم إمام الحاج يخطبه الناس من أحكام الحاج ما يظن أنهم أو بعضهم يجهلونه، وأقام الصلاة الناس في خطبة العيد ما يليق بها من أمر زكاة الفطر، أم سنن النحر. ويأمرهم إن كان العدو الذي يقصدونهم من أهل الكتاب أن يكفوا عنهم إن ضمنوا الجزية، وأن لا يكفوا عنهم وإن ضمنوها إذا لم يكونوا من أهل الكتاب، ولا يقبلوا منهم إلا الإسلام، وإن كان العدو لا يعلمون ظاهر دين الإسلام، ولم يسمعوا أنه أمرهم أن يرسلوا إليهم ويدعوهم إلى الإسلام، فإن سألوا عنه بينوه لهم، فإن لم يجيبوا إليه قاتلوهم، ويأمرهم إذا قتلوا المشركين إن لم يمثلوا بهم، ولا يطمعوا منهم متاعًا إن كانت معهم من كلب أو فهد أو غيرهما.

وينبغي أن تكون نية الإمام في بعث السرية صيانة جورة الإسلام، وإعلاء كلمة الله، وحمل عباده على دينه وطاعته، وإجابته إلى إتباع أمره وعبادته، وكذلك السرية تنوي وآمرها. وإذا مضوا باسم الله فلاقوا العدو، فليتعوذوا بالله تعالى منهم، وليقولوا: اللهم إن بلاؤك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، وإذا قاتلوا فليقولوا: اللهم بك نصول ونجول، وليقولوا: إياك نعبد وإياك نستعين، وليقولوا: اللهم منزل الكتاب وسريع الحساب هازم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم، وإن حصوهم فليقولوا شاهت الوجوه، وإن رموهم فليقولوا: {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى، وليبلي المؤمنين منه بلاءًا حسنًا}. وإن بينهم العدو فليكن سفارهم {حم} لا ينصرون وليقولوا: {حم عسق} تفرق أعداء الله، وبلغت حجة الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وليقولوا إذا دخل العدو ديارهم فلقوهم: {ثم لا يجاوزونك فيها إلا قليلًا، ملعونين أينما ثقفوا، أخذوا وقتلوا تقتيلا}. وليقولوا إذا صابوهم: {قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم، وينصركم عليهم. ويشف صدور قوم مؤمنين، ويذهب

<<  <  ج: ص:  >  >>