للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على وجهه. ويكره للرجل أن يقعد بين الظل والشمس، لأن النبي صلى الله عليه وسلم (قال): (ومن نام فليضطجع على يمينه).

فإنه روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضطجع على شقه الأيمن ويجعل يده اليمنى تحت رأسه، ويده اليسرى بين رجليه. وروى أبو قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عرس وعليه ليل اضطجع على يمينه، وإذا عرس وليس عليه ليل هكذا- ووضع أصابع كفيه تحت أذنه-.

ولا ينبغي لأحد أن يبيت على سطح ليس له ما يستره، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من ركب الصرحين ربح، فلا ذمة له، ومن بات على ظهر بيت ليس عليه ما يستره فمات فلا ذمة له).

وفرش لأبي أيوب الأنصاري على سطح ليس عليه حائط فأمر بفراشه في الليل فأنزل وقال كدت أبيت الليلة لا ذمة لي، ولا ينبغي لأحد أن ينام في موضع وحده، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن ينام الرجل وحده أو يسافر وحده، وقال صلى الله عليه وسلم: (لو يعلم الناس في الوحدة ما أعلم لم يسر راكب بليل وحده أبدًا). ويكره النوم أول النهار وآخره، قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: النوم ثلاثة: فنوم حرق، ونوم خلق، ونوم حمق. فأما نوم خرق فنومة الضحى وقضى الناس حوائجهم وهو نائم. وأما نومة خلق فنومة القائلة نصف النهار. وأما نومة حمق، فنومة حين يحضر الصلاة.

وجاء في حديث أظنه مرفوعًا: (من نام بعد العصر، فأصابه ألم فلا يلومن إلا نفسه) وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عامل: بلغني إنك لا تقيل، وإن الشياطين لا تقيل، ومعنى هذا إن من كان من شياطين الإنس فهو الذي لا يقيل لكنه يترصد. ومما أنعم الله على عباده أن علمهم الصناعات والحرف على كثرتها، ونقبها وجعلها لهم

<<  <  ج: ص:  >  >>