وعن أنس رضي الله عنه أنه كره أن ينزع الرجل البياض من لحيته أو رأسه. وأما إبراهيم عليه السلام فإنه كره النتف، ولم ير بأسا بالجز، ولعله ذهب في ذلك إلى أن قليل الشعر ككثيره، والكثير كشعر الرأس يحلق ولا ينتف، فكذلك البياض إذا كره خلال السواد كان كالأذى فيقطع ولا ينتف مثل شعر الرأس، وقد يفترقان. لأن نتف الشعر من جميع الرأس يؤلم ألما دائما متصلا فيكون الصبر على أذى الشعر أمكن من احتمال ذلك الأذى والشعرة والشعرتان والثلاث ليس فيها لم يسبق أحدا له، إنما هو آمن حصن، فكان نتفها وقطعها سواء والله أعلم.
وأما الخضاب، فقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود) وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (غيروا ولا تشبهوا باليهود). وعنه صلى الله عليه وسلم:(أن اليهود والنصارى لا تصبغ فخالفوهم). وأما ما يخضب به، فإن أبا ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أحسن ما غيرتم هذا الشيب بالحناء والكتم). وقال محمد بن سيرين سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لم يبلغ الخضاب. قلت: فيم خضب أبو بكر؟ قال: بالحناء والكتم. وكان عمر وأنس بن مالك وابن سيرين رضي الله عنهم يخضبون بالحناء. وقال عبد الرحمن بن الأسود: أرسلت إلى عائشة رضي الله عنها تعزم علي أن أصبغ، فإن أبا بكر رضي الله عنه كان يصبغ. وفي بعض الروايات يعزم على أن أكتم بحناء وأختمهما ففعلت، وكنت قبل ذلك لا أفعل. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يطبخ له الورس والزعفران فيخضب بهما. وعن أنس رضي الله عنه كان أبو بكر رضي الله عنه يختضب بالحناء والكتم. وكان عمر رضي الله عنه يختضب بالحناء والكتم. وكان عمر رضي الله عنه يختضب بالحناء بحناء، قالوا: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ما كان في لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشيب ما يخضبه، مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في لحيته إلا سبع عشرة بيض. فأما الخضاب بالسواد فإنه يروى أن رسول