وأفضل من الثني من المعز وأفضل من المسن من المعز، وهو أيضًا أفضل من المسن الهرم من الغنم. فأما البدنة والبقرة فإنهن بأفضل منهما لما سبق من الدلائل.
وأما احتجاج من احتج بقصة إبراهيم غير مسند إياه إلى جبريل عليه السلام.
فجوابه: إنا فضلنا البقرة والبدنة على الشاة لعظمها وقوتهما. وقد وصف الله تعالى الكبش الذي فداه بإسماعيل عليه السلام بالعظم، فقال:{وفديناه بذبح عظيم}. ووردت الأخبار بأنه كان كبشًا يرعى في الجنة أربعين خريفًا.
وقيل: كان اختراعًا اخترعه الله تعالى هناك في ذلك الوقت، فقد يحتمل أنه كان كبشًا بوادي البدنة أو البقرة، ولو كانت الغنم اليوم مثله لم ينكر أن يكون أفضل من الإبل والبقر، ولكنها ليست مثلها في الوصف. فكذلك لا يكون مثلهما في الفضل وأيضًا فإن الله عز وجل فدى إسماعيل بكبش، والكبشان خير، ولا ينكر أن يكون فداء بكبش والبدنة خير. وقد يجوز أن يكون فداه بأدنى الضحايا تخفيفًا على من يستن منه من بعده ويستن بفضله والله أعلم. وإذا ضحى الرجل بالغنم، فالمستحب أن لا يقتصر على اثنين قياسًا على ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يضحي بكبشين، وهو قياس ما جاء عنه من قوله:(من أنفق زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنة من كل باب) وإن ضحى من الإبل إنما البقر استحب ذلك له أيضًا إن أطاق. والكبش أفضل من النعاج لأنها أطيب لحمًا، وهو الذي اختاره النبي صلى الله عليه وسلم. وأما الإبل والبقر فالإناث منهما أفضل لأنها أطيب لحمًا. وإذا ضحى بكبشين فالمستحب أن يكونا أقرنين، كبيرين، مسنين، موجرين، لأن لحم الموجر أطيب من لحم الفحل، والصفراء أفضل من السوداء.
ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين، والأملح الأبيض، وقال:(دم صفراء أحب إلى الله من دم سوداوين) وينبغي لمن دخل عليه العشي وهو يريد أن يضحي أن لا يميز من