وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:(ما مشي يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق فإن صاحب حسن الخلق بلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة) وقال عبد الله بن المبارك حسن الخلق بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى.
وقال رجل: يا رسول الله، الرجل أمر به فلا يقربني ولا يضيفني، فيمر بي فأجزيه قال:(لا أقره). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تكونوا إمعة تقولن، إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا نفوسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا). وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:(أن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون.
قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فمن المتفيقهون، قال: المتكبرون).
ومن هذا الباب أن يكون طلق الوجه بش اللقاء يدرك البشر لمن يلقاه، ولا يعرض وجهه عمن جفاه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تسعون الناس بأموالكم، ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق). وإذا استوقفه صاحب حاجة وقف. وإذا رأى أخًا له حرص على أن يكون هو البادئ بالسلام، وإن صافحه لم ينزع يده حتى يكون الاخر هو الذي ينزعها منه إذا علم أنه متكبر أو متنزل فصافحته.
وروى عن أنس رضي الله عنه أنه قال: ما رأيت أحدًا التقم إذن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فينحى رأسه حتى يكون هو الذي ينحى رأسه- يعني الرجل- وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ يد رجل فنزل يده، حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده. وإذا استأذن أخ له عليه، لم يحجبه من غير عذر ولا أطال الباب حبسه. وإذا دخل عليه في غير وقت، ثم تطير الكراهة له. وإن طال الجلوس لم يظهر التضجر منه. وإذا دعي إلى الطعام وإن خف أجاب، وإن أهدى إليه شيء وإن نزر قبل إذا علم أن المهدي يسره أن يقبل