فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني فقال:(اللهم إني أسألك تعجيل العافية، أو صبرًا على البلية، وخروجًا من الدنيا إلى رحمتك) فقال لي: (نم يا علي وقام يصلي ثم انصرف من صلاته. وقال لي: ابن أبي طالب، لا بأس عليك، قد برأت إن شاء الله. ما سألت الله عز وجل (من) الأشياء إلا سألت لك مثله. وما سألت مثله، وما سألت الله شيئًا إلا أعطانيه، إلا أنه أوحى إلي إنه لا نبي بعدي). وقال عليه السلام: سلوا الله العافية فإنه ما أوتي عبد أفضل من العافية). وعاد رسول الله صلى الله علي وسلم امرأة من الأنصار وهي مريضة فقال:(كيف تجدينك يا أم فلانة؟ قالت: بخير يا رسول الله، وقد برحت عن أم ملدم- تريد الحمى- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اصبري فإنها تذهب من خبث الناس كما يذهب الكير خبث الحديد) وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من رجل يعود مريضًا لم يحضر أجله يقول سبع مرات: أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي). قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضًا وضع يدعه على المكان الذي يشتكي منه ثم يقول: (بسم الله، اذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي فإنه لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا). قالت: عائشة رضي الله عنها لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم، وضعت يدي عليه لأقول هؤلاء الكلمات، فنزع يدي عنه فقال:(اللهم الرفيق الأعلى).
وإن علم به حاجة فعرض عليه ما عند وسأله الانبساط به فحسن، فإن كان ذلك منه إليه بلا مسألة فهو أحسن، وكذلك إن كان معه حين يدخل عليه بخفة تليق بحاله. ولا ينبغي إذا رأى به ضعفًا أن يخوفه، ويخبره بما يخبر به، ولا أن يظهر على عينه أنه