للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنكبة والشوكة حتى البضاعة أبضعوا في لمه ففقدها، فيفزع منه، ويشد عليه، فيجدها في صبره، حتى إن العبد ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير.

وفي الصبر على الشدة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أسلم وكان رزقه كفافًا وقنع ثم صبر عليه). وفي الصبر على سوء الحال قال: كانت لرجل امرأة تقول كلما دخل عليها: مرحبًا يا سيدي، وسيد أهل بيتي، إن همك لآخرتك فزادك الله همًا، وإن كان همك لدنياك فإن الله سيرزقك، ويحسن إليك. فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بقول المرأة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لها نصف أجر المجاهد في سبيل الله، وهي عامل من عمال الله في الصبر على الأمراض). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيكم يحب أن يصح ولا سقم؟ قالوا: كلنا يا رسول الله. قال: أتحبون أن تكونوا كالحمير الضالة ألا تحبون أن تكونوا أصحاب بلاء وأصحاب كفارات! والذي بعثني بالحق، أن العبد لتكون له الدرجة في الجنة ما يبلغنا بشيء من عمله). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده وماله وولده، حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العبد إذا كان طريقة حسنة من العبادة، ثم مرض، قيل للملك الموكل به: اكتب له عمله إذا كان طليقًا حتى أطلقه وألقيه إلي). وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قول الله عز وجل: {والصابرين في البأساء والضراء} قال: البأساء الحاجة، والصبر المرض.

وفي الصبر على البلاء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليتعهد العبد المؤمن بالبلاء من المرض والمصائب في الدنيا، كما يتعاهد الوالد ولده. وإن الله ليحمي المؤمن من الدنيا، كما يحمي أهل المريض مريضهم من الطعام).

<<  <  ج: ص:  >  >>